(١) حم المؤمن هي السورة التي بعد سورة الزمر. وسميت حم المؤمن لقول الله فيها ﴿وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه﴾ ومراد الحديث الآيات الثلاث التي في أولها وهي ﴿حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير﴾. (٢) فمن قرأ الآيتين اللتين في آخر البقرة وهما ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه﴾ إلى آخر السورة في ليلة كفتاه ما أهمه للدنيا والآخرة أو كفتاه عن قراءة القرآن المطلوبة من حامله كل ليلة، والمدار على الإخلاص. (٣) لعل المراد بالكتاب جنس الكتب التي نزلت على الرسل صلى الله عليهم وسلم لهداية الناس. فلا ينافي أسبقية كتابة المقادير على هذا كما سبق في الإيمان بالقدر: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. والتنصيص على خواتيم البقرة يدل على مزيد فضلها لما فيها من الاعتراف بأركان الإيمان والدعاء برفع الأثقال والعفو والغفران. نسأل الله العفو والعافية آمين.