للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا تَنْقُصْنَا وَأَكْرِمْنَا وَلَا تُهِنَّا وَأَعْطِنَا وَلَا تَحْرِمْنَا وَآثِرْنَا وَلَا تُؤْثِرْ عَلَيْنَا (١) وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا. ثُمَّ قَالَ : أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ حَتَّى خَتَمَ عَشْرَ آيَاتٍ (٢).

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَتَتِ النَّبِيَّ الرُّبَيِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ وَكَانَ ابْنُهَا الْحارِثُ أُصِيبَ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَهْمٍ

غَرْبٍ (٣) فَقَالَتْ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَارِثَةَ لَئِنْ كَانَ أَصَابَ خَيْراً احْتَسَبْتُ وَصَبَرْتُ وَإِلا اجْتَهَدْتُ فِي الدُّعَاءِ فَقَالَ النَّبِيُّ : «يَا أُمَّ حَارِثَةَ إِنَّهَا جَنَّةٌ فِي جَنَّةٍ وَإِنَّ ابْنَكِ أَصابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى (٤)، وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ وَلَا يَقْبَلُ إِلا طَيِّباً (٦) وَإنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ» فَقَالَ: ﴿يأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُواْ صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ وَقَالَ: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (٧)﴾، قَالَ: وَذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبُّ يَا رَبُّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذلِكَ (٨). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ (٩).

قَالَتْ عَائِشَةُ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ هذِهِ الْآيَةِ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ آتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ

وَجِلَةٌ (١٠)﴾ قُلْتُ: أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: «لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ


(١) وآثرنا: راعنا بفضلك أولا ولا تؤثر غيرنا علينا.
(٢) من أقامهن أي عمل بهن دخل الجنة من غير عذاب.
(٣) أي حاد لا يعلم من رماه فاستشهد إلى رحمة الله تعالى.
(٤) أي قسمته الجنة المالية.
(٥) بسندين صحيحين.
(٦) إن الله طيب أي منزه عن النقائص لا يقبل إلا طيبًا أي حلالا من الأموال وخالصا من الأعمال.
(٧) فشرط قبول العمل أكل الحلال، والآيتان بيان الأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين.
(٨) وذكر أي النبي الرجل أي الشخص يتجول شرقا وغربا وهو أشعث أغبر وسخ ومنتشر شعره منهمك في طاعة الله والتضرع إليه ولكن طعامه وشرابه ولباسه وتغذيته حرام فكيف يستجاب لذلك أي فلا يستجاب له.
(٩) ولكن الترمذي في تفسير البقرة.
(١٠) فالذين يؤتون ما آتوا هم الصالحون الخاشعون الخائفون من ربهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>