للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللَّهُ تَعَالَى هذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ : وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئاً أَبَداً بَعْدَمَا قَالَ فِي عَائِشَةَ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ (١) فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ﴿وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٢)﴾. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَداً. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَسْأَلُ زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي فَقَالَ: «يَا زَيْنَبُ مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ؟» قَالَتْ: يَا رَسُول اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي مَا عَلِمْتُ إِلا خَيْراً، قَالَتْ: وَهِيَ الَّتِي كَانتْ تُسَامِينِي (٣) مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ وَطَفِقَتْ أُخْتَهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْإِفْكِ (٤) رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٥).

وَعَنْهَا قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي قَامَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ فَذَكَرَ ذلِكَ وَتَلَا الْقُرْآنَ فَلَمَّا نَزَلَ أَمَرَ بِرَجُلَيْنِ وَامْرَأَةٍ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ (٦). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

وَعَنْهَا قَالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ لَمَّا نَزَلَ: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ (٧)﴾ شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.


(١) لأن مسطحا ابن خالة أبي بكر .
(٢) ﴿وَلَا يَأْتَلِ﴾ لا يحلف ﴿أُولُو الْفَضْلِ﴾ الغني ﴿مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا﴾ على ألّا يؤتوا ﴿أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا﴾ عنهم ﴿أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
(٣) أي تطلب من العلو والرفعة والخطوة عند النبي ما أطلب أو تعتقد أن لها مثل مكانتي عند النبي .
(٤) فأقيم عليها الحد وأثمت مع الآثمين.
(٥) ولكن البخاري والترمذي هنا ومسلم في التوبة.
(٦) الرجلان هما حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة، والمرأة هي حمنة بنت جحش تكلموا بكلام أهل الإفك فلما نزلت براءة عائشة تلا رسول الله آياتها على المنبر ثم أمر بإقامة حد القذف على هؤلاء ثم تابوا وصاروا من أحسن المسلمين .
(٧) الخمر جمع خمار وهو ما تغطى به المرأة رأسها وعنقها وصدرها، والجيوب جمع جيب وهو طوق القميص وكانت عادة النساء سدل الخمر من=

<<  <  ج: ص:  >  >>