للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يَقُولُوا لَا إِلهَ إِلا اللَّهُ»، فَقَالُوا: إِلهاً وَاحِداً مَا سَمِعْنَا بِهذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذَا إِلا اخْتِلَاقٌ فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ: ﴿ص﴾ ﴿وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)﴾ ﴿بَلِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢)﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِى الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلَاقٌ﴾. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٣).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ عِفْرِيتاً مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ ـ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ـ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ (رب هب .. من بعدي) فَرَدَّهُ خَاسِئاً (٤)» رَوَاهُ البُخَارِيُّ.

• عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: احْتَبَسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ


(١) ﴿ص﴾ علمه عند الله تعالى ﴿والقرآن في الذكر﴾ ذي البيان والشرف، والجواب محذوف أي ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة.
(٢) ﴿بل الذين كفروا في عزة﴾ حمية وتكبر عن الإيمان ﴿وشقاق﴾ خلاف وعداوة للنبي ﴿كم أهلكنا من قبلهم من قرن﴾ أمة عصت رسلها ﴿فنادوا﴾ حين نزول العذاب بهم ﴿ولات حين مناص﴾ وليس الحين حين فرار ﴿وعجبوا أن جاءهم منذر منهم﴾ رسول من أنفسهم وهو محمد وينذرهم البعث والنار بعده ﴿وقال الكافرون هذا ساحر كذاب * أجعل الآلهة إلهًا واحدا﴾ حيث قال لهم: قولوا لا إله إلا الله ﴿إن هذا لشيء عجاب﴾ أي مجيب غريب ﴿وانطلق الملأ منهم﴾ بعد قيامهم من مجلس أبي طالب وسماعهم فيه من النبي : قولوا لا إله إلا الله ﴿أن امشوا واصبروا على آلهتكم﴾ يقول بعضهم لبعض امشوا واصبروا على عبادة آلهتكم ﴿إن هذا الشيء يراد﴾ أي بنا ﴿ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة﴾ ملة عيسى ﴿إن هذا إلا اختلاق﴾ أي ما هذا إلا كذب.
(٣) بسند حسن.
(٤) فعفريت تعرض للنبي في الصلاة فجأة ليشغله عنها ولكن النبي قبض على رقبته وأراد أن يربطه بعمود في المسجد حتى ينظروا إليه في الصباح ولكنه تذكر دعوة سلمان فرماه ذليلا، ودعوة سليمان ﴿رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي﴾ فسخر الله له الريح تحمل جيشه كما يشاء والجن والشياطين في قطع الجبال واستخراج النحاس والحديد والرصاص وبناء القصور وغوص البحار لاستخراج الأحجار الكريمة فضلا عن ملكه للإنس والجن والطير وما في أرض الله تعالى، فلم يعط أحد كملكهـ ، وليس طلبه هذا مفاخرة بالدنيا، بل معجزة له لأنه كان في زمن الجبارين وتفاخرهم بالملك، فطلب ملكًا أكثر منهم فأعطاه الله تعالى. فإن معجزة كل نبي ما اشتهر في عصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>