للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنِ ابْنِ عَبَّاس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى بِالمَدينَةِ سَبْعاً وَثَمَانِياً، الظُّهْرَ وَالعَصْرَ (١) وَالمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ (٢). رَوَاهُ الخَمْسَةُ. وَلَفْظُ مُسْلِمٍ: جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْر وَالمَغْرِبِ وَالعِشَاءِ بِالمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ (٣) قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا أَرَادَ إِلَى ذلِكَ (٤)؟ قَالَ: «أَرَادَ أَلا يُحْرِجَ أُمَّتُهُ (٥)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ (٦) فَقَدْ أَتَى بَاباً مِنْ أَبْوابِ الكَبَائِرِ (٧)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالبَيْهَقِيُّ وَالحَاكِمُ (٨).


=الذي يليه إلا الصبح، فإنها إلى طلوع الشمس فقط للنص عليها. وفقه ما تقدم أنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بل يحرم، إلا النوم أو نسيان، فإن استيقظ أو تذكر فعليه القضاء ولا حرمة ولا كراهة، لرفع القلم عن النائم والناسي.
(١) تفسير لثمانيًا أي صلاها في وقت واحد.
(٢) بيان لسبعًا.
(٣) فلم يكن مسافرًا ولا خائفًا ولا في مطر.
(٤) وفي رواية: لم فعل ذلك.
(٥) أي أراد ألّا يوقع الأمة في الضيق والمشقة، بل تبقى في سعة من الدين. وفقه الحديث أنه جمع الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء كذلك في بعض الأحيان، من غير سبب يجوّز الجمع، وبتصريحه بنفي المطر يندفع ما قاله مالك وغيره من أنه كان في مطر، وحمله الشافعي وغيره على أنه كان في مرض؛ لأنه أشق من المطر، وهو غير ظاهر أيضًا؛ لأنه لو كان في مرض لذكره ابن عباس لما سأله من استبعد ذلك، وحمله بعضهم على أنه جمع صوري بأن صلى الظهر في آخر وقتها، فلما سلم منها دخل وقت العصر فصلاها، وكذا فعل في المغرب والعشاء، فكان ظاهره جمعا بين الوقتين، وقال بعض المحدثين بظاهر الحديث، فجوزوا الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة. وبه قال ابن سيرين وأشهب من المالكية، والقفال الشاشي الكبير من الشافعية، واختاره ابن المنذر، قال النووي: ويؤيده قول ابن عباس أراد ألّا يحرج أمته، فلم يعلله بمرض ولا غيره، فقول الترمذي في آخر كتابه: هذا حديث لم يأخذ به أحد من أهل العلم - سهو منه .
(٦) من الأعذار السابقة.
(٧) أي فعل ذنبًا كبيرًا، وفقه الحديث أن من تعمد تأخير الصلاة عن وقتها بغير عذر شرعي فقد ارتكب ذنبًا عظما.
(٨) في المستدرك وقال فيه حنش وهو ثقة، وله شاهد عن عمر والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>