للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رَسُولُ اللَّهِ يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الْآخَرِ وَيَقُولُ: «أَتَرَى بِمَا تَقُولُ بِأْساً» فَيَقُولُ: لَا، فَفِي هذَا نَزَلَتْ: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَآءَهُ الأَعْمَى﴾ الآيَاتُ (١).

رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٢).

وَعَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ (٣) وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ».

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: أَيُبْصِرُ بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ؟ قَال «يَا فُلَانَةُ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٤)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٥).


(١) وقيل كان معه صناديد قريش كأبي جهل والعباس وأبي بن خلف والوليد بن المغيرة يتألفهم للإسلام رجاء أن يسلموا فيتبعهم بقية القوم ويعلو شأن الإسلام؛ فجاء الأعمى فقال: يا رسول الله علمني مما علمك الله؛ وكررها فأعرض عنه النبي لشغله بهؤلاء الكفرة، ثم انصرف النبي إلى بيته فعاتبه الله بقوله ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى﴾ أي قطب وجهه وأعرض حينما جاءه الأعمى وشغله عن ذلك الأمر العظيم ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾ يتطهر بما يسمع منك ﴿أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى﴾ يتعظ فتنفعه العظة ﴿أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى﴾ بدنياه ﴿فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى﴾ أي يتطهر بالإيمان ﴿وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى﴾ الله ﴿فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى﴾ تتشاغل ﴿كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ﴾ لا تفعل ذلك فإن هذه الآيات عظة للخلق ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ أي ما ذكر فاتعظ به، نسأل الله حسن الذكرى.
(٢) بسند حسن.
(٣) فالسفرة: الكرام في الحديث هم الذين في قوله ﴿بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ﴾ وهم الملائكة الذين ينسخون القرآن من اللوح المحفوظ، وسبق هذا في فضائل القرآن.
(٤) فلما قال : تحشرون يوم القيامة حفاة، جمع حاف، عراة: جمع عار من الثياب، غرلا: جمع أغرل أي بقلفته التي قطعت في الختان، قالت امرأة: يا رسول الله ينظر الناس بعضهم عورة بعض، قال: لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، أي لكل شخص في القيامة حال تشغله عن غيره أيًا كان فكل مشغول بنفسه فقط.
(٥) بسند حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>