(٢) وفي رواية: فأقحموه فيها، ومعنى الألفاظ الثلاثة ارموه فيها. وروى أن الأخاديد التي وقعت ثلاثة: واحدة بنجران باليمن، والأخرى بالشام، والثالثة بفارس، حرق المؤمنون فيها على إيمانهم، وهذه غير نار العراق التي عملت لإبراهيم ﵇. (٣) تأخرت ووقفت خوفا من النار وشفقة على ولدها، فقال لها الطفل بلسان فصيح: يا أمي اصبري على هذا البلاء وارمي بنفسك فإنك على الحق؛ فرمت بنفسها وطفلها ولم تكد تحس بالنار حتى كانت روحهما في الجنة كشأن كل من قتلوا بالنار على إيمانهم، وقيل قبضت أرواحهم قبل مس النار لهم فما شعروا إلا برحمة الله ونعيمه في الجنة، قال تعالى ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ فهؤلاء باعوا أرواحهم لله ولدينه فكانوا أعظم الشهداء ﵃ وحشرنا في زمرتهم.