للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهِ وَلْيَتَحَدَّثْ بِهَا (١). وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ فإِنَّهَا

لَا تَضُرُّهُ (٢)». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ (٣) وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثاً (٤)». وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءاً مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَخْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ (٥). فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ

بِهَا النَّاسَ (٦)»، قَالَ: «وَأُحِبُّ الْقَيْدَ وَأَكْرَهُ الْغُلَّ (٧)».


(١) فإذا رأى رؤيا يحبها لحسن ظاهرها كأن رأى أنه يصلي أو يعبد الله، أو لحسن تأويلها كنكاح بعض المحارم المعبر عنه بصلته وكالموت لبعض الناس المؤول بالانقطاع إلى الله فإنه يحمد الله على هذا ويقصها على عالم أو حبيب.
(٢) وإذا رأى ما يكره كأن وقع في نار أو سقط من عال أو طارت رأسه فإنه يبصق عن يساره ثلاثا ويتعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر هذه الرؤيا ثلاثا ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره لأن هذا سبب لحفظه من مكروه يترتب عليها كالصدقة سبب لحفظ المال ودفع البلاء عن صاحبها.
(٣) وأصدق الرؤيا إذا اقترب الزمان أي استوى زمن ليله ونهاره كوسط فصل الخريف ووسط فصل الربيع ووقت القيلولة والسحر لحديث: أصدق الرؤيا بالأسحار.
(٤) فإذا كان الشخص صادقًا في قوله صدقت رؤياه كثيرا، وقد قيل منام الصادقين علم اليقين، وللبخاري "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة".
(٥) فأقسام الرؤيا ثلاثة: حديث النفس وهو أن يكون الشخص مهموما بأمر فيرى في نومه ما يتعلق به ولا عبرة بهذا، وتحزين من الشيطان وهو أن يرى في منامه شيئًا يحزنه وكثيرا ما يسمى هذا بالحلم، والثالثة المبشرة. وللبخاري "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فإذا حلم أحدكم فليتعوذ منه وليبصق عن شماله فإنها لا تضره".
(٦) فليصل إن كان نشيطًا وإلا بصق عن يساره وتعوذ ثلاثا وتحول إلى جنب آخر.
(٧) قال أبو هريرة: وأحب القيد (ربط الرجلين) لأنه ثبات في الدين ورسوخ فيه، وأكره الغل (الطوق في العنق) لأنه تحمل دين أو مظالم أو حكم عليه، فالقيد في النوم حسن والغل مكروه.

<<  <  ج: ص:  >  >>