للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ (١) فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ: «أَصَبْتَ بَعْضاً وَأَخْطَأْتَ بَعْضاً (٢)»، قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي مَا الَّذِي أَخْطَأْتُ، قَالَ:

«لَا تُقْسِمْ (٣)». رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ.

وَقَالَ رَجُلٌ (٤): يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ كَأَنّ مِيزَاناً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحْتَ أَنْتَ، وَوُزِنَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَحَ عُمَرُ ثُمَّ رُفِعَ الْمِيْزَانُ، قَالَ: فَرَأَيْنَا الْكَرَاهِيَةِ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ (٥). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَأَلَتْ خَدِيجَةُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ كَانَ صَدَّقَكَ وَلكِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أُرِيتُهُ فِي الْمَنَامِ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَكَانَ عَلَيْهِ لِبَاسٌ غَيْرُ ذلِكَ (٧)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.


(١) الرجل الأول أبو بكر والثاني عمر والثالث عثمان ، وانقطاع السبب به ما ناله من الفتنة ولكنها لم تعقه عن المنزلة العليا.
(٢) قيل ما أخطأ فيه هو السمن وتأويله السنة الغراء.
(٣) لم يُبر قسمه النبي سترا لما سيقع بعده .
(٤) سببه أن النبي قال ذات يوم: من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله وذكر ذلك.
(٥) معنى الرجحان الأفضلية؛ فأفضل الناس بعد النبي أبو بكر فعمر رضي الله عن الجميع، وإنما ظهرت الكراهية في وجه رسول الله لانحصار درجات الفضائل في ثلاثة، أو لما ظهر له من انحطاط أمر الأمة بعد عمر رضي الله عن الجميع.
(٦) بسند صحيح.
(٧) ورقة هذا قريب خديجة ؛ ولما نزل الوحي على النبي وهو في الغار أول مرة فزع منه وعاد إلى خديجة فقال لها: زملوني بالملابس فزملوه حتى ذهب روعه ثم ذهبت به إلى ورقة فأخبره النبي بما رآه؛ فقال: هذا الناموس الذي نزله الله على موسى يا ليتني فيها جذعا، ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومك، إلى آخر ما سبق في حديث النبوة ثم توفي قبل أن يجيء الوحي بالرسالة فلما سئل عنه النبي قال: رأيته في ملابس بيضاء وهي لباس أهل الجنة، نسأل الله الجنة آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>