للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَضَمَّنَ الَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يَخْرِجُهُ إِلا جِهَاداً فِي سَبِيلِي (١) وَإِيمَاناً بِي وَتَصْدِيقاً بِرُسُلِي فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ أَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ نَائِلًا مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ (٢) فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ وَرِيحُهُ مِسْكٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ (٣) تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَداً وَلكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلَا يَجِدُونَ سَعةً وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدَدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ (٤) وَالبُخَارِيُّ وَلَفْظُهُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَده لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ (٥) فَأُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ فَأُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ». وَعَنْهُ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبيلِ اللَّهِ ﷿؟ قَالَ: «لَا تَسْتَطِيعُونَهُ»، فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثاً كُلُّ ذلِكَ يَقُولُ «لَا تَسْتَطِيعُونَهُ» وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ (٦) لَا يَفْتَرُ مِنْ صَلَاةٍ (٧) وَلَا صِيَامٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبيلِ اللَّهِ».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَقَابُ قَوْسٍ (٨) فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ». وَقَالَ: «لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ» (٩). رَوَاهُمَا الْخَمْسَةُ إِلا أَبَا دَاوُدَ.


(١) تضمّن أي تكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه شيء إلا جهادا في سبيل الله، فجهادا مفعول له كإيمانا وتصديقا، وقوله على ضامن أي مضمون.
(٢) أي جرح يجرح.
(٣) ما تخلفت عن سرية - كعطية - أي جماعة تخرج للجهاد.
(٤) والترمذي والنسائي بعضه.
(٥) فيه تمنى القتل أربع مرات.
(٦) التالى لآيات الله.
(٧) لا يفتر من صلاة أي لا ينقطع عنها.
(٨) لقاب أي قدر قوس في الجنة خير مما في الدنيا لأنها فانية والآخرة باقية خالدة. فالقاب: القدر وقيل ما بين المقبض والطرف، والقوس من آلات الحرب.
(٩) الغدوة من أول النهار إلى الزوال. والروحة من الزوال إلى آخر النهار، وفي رواية: "الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها".

<<  <  ج: ص:  >  >>