للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ (١)، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى». رَوَاهُ الشَّيْخَانَ والتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا تَعُدّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذاً لَقَلِيلٌ». قَالُوا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهيدٌ (٢)، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ فَهُوَ شَهيدٌ (٣)، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ» (٤). رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ. وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: «يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبَّنَا فِي الَّذينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُونِ، فَيَقُولُ الشُّهَدَاءُ: إِخْوَانُنَا قُتِلوا كَمَا قُتِلْنَا، وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إِخْوَانُنَا مَاتُوا عَلَى فُرُشِهِمْ كَمَا مِتْنَا، فَيَقُولُ رَبُّنَا: انْظُرُوا إِلَى جِرَاحِهِمْ فَإِنْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ فَإِنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ فَإِذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحَهُمْ» (٥).

• عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «الشُّهَدَاءُ أَرْبَعَةٌ: رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَصَدَقَ اللَّهَ حَتَّى قُتِلَ فَذلِكَ الَّذِي يَرْفَعُ النَّاسُ أَعْيُنَهُمْ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هكَذَا» وَرَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّى وَقَعَتْ قَلَنْسُوَتُهُ، قَالَ: فَمَا أَدْرِي قَلَنسُوَةَ عُمَرَ أَمْ قَلَنْسُوَةَ النَّبِيِّ ، «وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَيِّدُ الْإِيمَانِ لَقِيَ الْعَدُوَّ فَكَأَنَّمَا ضُرِبَ جِلْدُهُ بِشَوْكِ طَلْحٍ مِنَ الْجُبْنِ أَتَاهُ سَهْمُ غَرْبٍ (٦) فَقتَلَهُ فَهُوَ فِي الدَّرَجَةِ الثَانِيَةِ، وَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ خَلَطَ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً


(١) من وقعت عليه حائط ونحوها فمات، والمطعون والمبطون يأتي بيانهما.
(٢) كأن كان مع الغزاة يخدمهم برعى مواشيهم أو بسقي الماء أو بطهي الطعام ونحو ذلك.
(٣) بمرض بطنه أو عضو من أعضائه الباطنة.
(٤) وفي رواية: ومن ماتت في نفاسها، ومعنى شهيد أنه يشهده جمع عظيم من الملائكة في الموت وما بعده.
(٥) فيحشرون في زمرة الشهداء، وقد سبق في شرح كتاب العلم: إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة مات وهو شهيد، وفي رواية: من جاءه أجله وهو يطلب العلم لم يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة، فهذا صريح في أن أهل العلم شهداء، نسأل الله أن نكون منهم آمين.
(٦) سهم غرب بالإضافة والوصفية أي لا يدري من رماه.

<<  <  ج: ص:  >  >>