للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَكِبَ النَّبِيُّ حِمَاراً عَلَى إِكَافٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ (١) وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ وَرَاءَهُ.

• وَعَنْهُ قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ مِنْ خَيْبَرَ وَإِنِّي لَرَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ وَبَعْضُ نِسَاءِ النَّبِيِّ رَدِيفٌ لَهُ فَعَثَرَتْ النَّاقَةُ فقُلْتُ: الْمَرْأَةَ (٢) فَقَالَ : «إِنَّهَا أُمُّكُمْ» فَنَزَلْتُ فَشَدَدْتُ الرَّحْلَ (٣) وَرَكِبَ النَّبِيُّ فَلَمَّا رَأَى الْمَدِينَةَ قَالَ: «آيِبُونَ (٤) تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ». رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِيَّايَ أَنْ تَتَّخِذُوا ظهُورَ دَوَابِّكُمْ مَنَابِرَ (٦) فَإِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُبَلِّغَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بِالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ وَجَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فَعَلَيْهَا فَاقْضُوا حَاجَاتِكُمْ» (٧).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَكُونُ إِبِلٌ لِلشَّيَاطِينِ وَبُيُوتٌ لِلشَّيَاطِينِ: فَأَمَّا إِبِلُ الشَّيَاطِينِ فَقَدْ رَأَيْتُهَا يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ بِجَنِيبَاتٍ مَعَهُ (٨) قَدْ أَسْمَنَهَا فَلَا يَعْلو بَعِيراً مِنْهَا وَيَمُرُّ بِأَخِيهِ قَدِ انْقُطِعَ بِهِ فَلَا يَحْمِلُهُ، وَأَمَّا بُيُوتُ الشَّيَاطِينِ فَلَمْ أَرَهَا». كَانَ سَعِيدٌ يَقُولُ: لَا أُرَاهَا إِلا هذِهِ الْأَقْفَاصَ الَّتِي تُسْتَرُ بِالدِّيبَاجِ (٩). رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ (١٠).


(١) الإكاف ما يوضع على ظهر الحمار، والفدكية من صنع فدك: بلد على يومين من المدينة.
(٢) أنقذوها فاحفظوها.
(٣) أحكمت ربطه.
(٤) آيبون أي عائدون.
(٥) في كتاب اللباس، وللترمذي في الأدب: قدم النبي على بغلته الشهباء ومعه الحسن والحسين أحدها قدامه والآخر خلفه، ففي هذه جواز أركاب أكثر من واحد على الدابة إذا كانت تطيق، وفيه الرفق والعطف على الأطفال، وفيه تواضع عظيم من النبي وأن الإرداف لا يخل بالمروءة.
(٦) إياي: تحذير والمشهور فيه الخطاب، منابر: كالمنار في إطالة المكث عليها.
(٧) فإذا كان غير سائر فلا يجوز إطالة المكث على ظهر الدابة لأنه يضرها إلا لحاجة كخطبة لجمع كثير كما كان النبي يخطبهم على راحلته في مشاعر الحج.
(٨) بجنيبات جمع جنيبة وهي الراحلة التي تقاد ولا تركب، وفي نسخة بنجيبات جمع نجيبة وهي الناقة المختارة، فإبل الشياطين: ما يقودها الرجل معه فلا يركبها ولا يركب عليها الضعيف بل يفعل هذا فخرًا ورياء فلذا كانت للشياطين.
(٩) وبيوت الشياطين لم تظهر في زمنه ، قال سعيد بن أبي هند: لا أظنها إلا هذه الهوادج والمحامل المزخرفة بالديباج التي يتخذها المترفون في أسفارهم عزا واستكبار فلذا كانت بيوت الشياطين.
(١٠) بسندين صالحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>