للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّبِيلِ وَأَمَّا خَيْبَرُ فَجَزَّأَهَا رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، جُزْأَيْنِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَجْزْءاً نَفَقةَ أَهْلِهِ فَمَا فَضَلَ مِنْهُمْ جَعَلَهُ بَيْنَ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (١).

• عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ». وَقَالَ: لَسْتُ تَارِكاً شَيْئاً كَانَ النَّبِيُّ يَعْمَلُ بِهِ إِلا عَمِلْتُ بِه إِنِّي أَخْشَى إنْ تَرَكْتُ شَيْئاً أَنْ أَزِيغَ (٢). وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ مِيرَاثَهَا عَنِ النَّبِيِّ مِنْ صَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ (٣). وَمِنْ خَيْبَرَ وَفَدَكٍ، فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إِلَى عَلِيَ وَعَبَّاسٍ فَغَلَبَهُ عَلَيْهَا عَلَيٌّ وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكُ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ وَقَالَ: هُمَا صَدَقَةُ النَّبِيِّ كَانَتَا لِحُقُوقِهِ الَّتِي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ (٤) وَأَمْرُهُمَا إِلَى مَنْ وَلِيَ الْأَمْرَ قَالَ: فَهُمَا عَلَى ذلِكَ إِلَى الْيَوْمِ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَاراً، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي وَمَؤُونَةِ عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَةٌ» (٦). رَوَى هذِهِ الثَّلَاثَةَ الْأُصُولُ الْأَرْبَعَةُ.

وَقَالَتْ عَائِشَةُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَمَا فِي بَيْتِي شَيْءٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفَ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ (٧). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) بسند صالح.
(٢) ولفظ الترمذي: جاءت فاطمة إلى أبي بكر فقالت: من يرثك؟ قال: أهلي وولدي، قالت: فما لي لا أرث أبي؟ قال: سمعت النبي ، يقول: لا نورث، ولكني أعول من كان رسول الله يعوله وأنفق على من كان ينفق عليه. وفي رواية: فهجرته فلم تكلمه حتى ماتت .
(٣) هي غلة بني النضير من زرع وثمر.
(٤) تعروه أي تنزل به.
(٥) وفي رواية: إنما يأكل آل محمد من هذا المال.
(٦) تقدم هذا في آخر كتاب الفرائض.
(٧) فلما كان الشعير غير معلوم قدره كان المدد منه غير محدود كما سبق في النبوة، في تكثير الطعام (لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم) وفيه معرفة معيشة النبي نسأل الله الرضا آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>