للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُرِيدُ الْمَالَ فَسَلْ تُعْطَ مِنْهُ مَا شِئْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَطْلِقُوا ثَمَامَةَ» فَذَهَبَ إِلَى نَخْلٍ قَرِيبٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ دلَ الْمَسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلهَ إِلا اللَّهَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. يَا مُحَمَّدُ وَاللَّهِ مَا كَانَ عَلَى الْأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ فَقَدْ أَصْبَحَ وَجْهُكَ أَحَبَّ الْوُجُوهِ كُلِّهَا إِلَيَّ. وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ دِينٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ فَأَصْبَحَ دِينُكَ أَحَبَّ الدِّينِ كُلِّهِ إِلَيَّ (١). وَاللَّهِ مَا كَانَ مِنْ بَلَدٍ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ فَأَصْبَحَ بَلَدُكَ أَحَبَّ الْبِلَادِ كُلِّهَا إِلَيَّ. وَإِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ فَمَاذَا تَرَى؟ فَبَشَّرَهُ النَّبِيُّ (٢) وَأَمَرَهُ أَنْ يَعْتَمِرَ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: أَصَبَوْتَ (٣) قَالَ: لَا، وَلكِنِّي أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ حَبَّة حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

• عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «فُكُّوا الْعَانِيَ (٤) وَأَجِيبُوا الدَّاعِيَ (٥) وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ (٦) وَعُودُوا الْمَرِيضَ» (٧). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالبُخَارِيُّ.

• عَنْ عَلِيَ أَنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ جَارِيَةٍ وَوَلَدِهَا (٨) فَنَهَاهُ النَّبِيُّ عَنْ ذلِكَ وَرَدَّ الْبَيْعَ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٩).


(١) فلما كان ثمامة كافرًا كان النبيّ ودينه وبلده أبغض شيء عنده فلما أسلم صار النبي ودينه وبلده أحب شيء إليه، وهذا دليل على أنه اسم خالصًا لله تعالى.
(٢) بالخبر العظيم والمكان الرفيع عند الله تعالى على إسلامه وهداية قومه به لأنه سيدهم.
(٣) أي خرجت من دينك وكانوا يسمون من أسلم صابئًا مع أنه علم على جماعة من الكفار تعبد الكواكب.
(٤) العاني أي الخاضع الذليل وهم الأسير وجمعه عناة كغزاة ومنه الزوجة عانية لأنها خاضعة لزوجها. وفكاك الأسير واجب على الكفاية، وقال ابن إسحاق: من بيت المال.
(٥) إلى الولية أو إلى شفاعة أو استغاثة.
(٦) نديا، ووجوبا إن كان مضطرا.
(٧) ندبا إن كان مسلما وإلا جوازا.
(٨) فرق بينهما بيع أحدهما فأبطله النبي ، وهذا في ولد صغير بخلاف من صار يمنع نفسه من المضار.
(٩) بسند حسن ولفظه: من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>