للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَرَبُوهُ وَرَسُولُ اللَّهِ قَائِمٌ يُصَلِّي فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ انْصَرَفَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَضْرِبُوهُ إِذَا صَدَقَكُمْ (١) وَتَتْرُكُوهُ إِذَا كَذَبَكُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «هذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ (٢)» وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ ههُنَا وَههُنَا قَالَ: فَمَا مَاطَ أَحَدُهُمْ عَنْ مَوْضِعِ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ .

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ أَقْدِمْ حَيْزُومُ (٣) فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ فَخَرَّ مُسْتَلْقِياً فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذلِكَ أَجْمَعَ (٤) فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: «صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ»، فَقَتَلُوا يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ وَأَسَرُوا سَبْعِينَ (٥). رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ.

• عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلاً مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ (٦) فَقُذِفُوا فِي طَوِيَ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخَبَّثٍ (٧) وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا


(١) في نسخة لتضربونه.
(٢) أي موضع قتله، فما تجاوز أحد منهم موضعه الذي أشار له النبي .
(٣) حيزوم: اسم لفرس الملك الذي ضرب الكافر بالسوط، وفي الزمخشري: لما حل ميعاد ذهاب موسى إلى الطور أتاه جبريل على حيزوم - فرس الحياة - ليذهب به إلى الطور؛ فأبصره السامري لا يضع حافره على شيء إلا أخضر فقال: إن لهذا شأنا، فقبض قبضة من تربة موطئه فألقاها على الحلى المسبوكة فصارت عجلا جسدا له خوار.
(٤) ظهر أثر السوط على أنفه ووجهه كخط أخضر.
(٥) قتل من الكفار يوم بدر سبعون وأسر منهم سبعون منهم العباس وصهر النبي فشاور النبي الأسحاب في الأسرى فأشار عمر بقتلهم وأشار أبو بكر بأخذ الفداء منهم فعمل النبي برأيه وأخذوا الفداء أربعمائة درهم عن كل أسير وعاتبه الله على ذلك كما سبق في سورة الأنفال.
(٦) من عظمائهم الذين قتلوا فيها.
(٧) الطوى: البئر المبنية بالحجارة، فالنبي أمر بطرح هؤلاء في تلك البئر الخبيثة كان حفرها رجل من بني النجار فصارت قبرا لشر الكفار وأمر بطرح باقي السبعين في أماكن أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>