للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنُ الْعَرِقَةِ فِي الْأَكْحَلِ (١) فَضَرَبَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ خَيْمَةً فِي الْمَسْجِدِ يَعُودُهُ مِنْ قَرِيبٍ فَلَمَّا رَجَعَ النَّبِيُّ مِنَ الْخَنْدَقِ (٢) وَضَعَ السِّلَاحَ فَاغْتَسَلَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ وَهوَ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ (٣) فَقَال: وَضَعْتَ السِّلَاحَ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ اخْرُجْ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : «فَأَيْنَ؟» فَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَتَاهُمُ

النَّبِيُّ (٤) فَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِ النَّبِيِّ فَرَدَّ الْحُكْمَ فِيهِمْ إِلَى سَعْدٍ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَحَضَرَ فَقَالَ: «فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ الْمُقَاتِلَةُ وَأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَالنِّسَاءُ وَأَنْ تُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ (٥)».

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ: «لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ» فَأَدْرَكَ بَعْضُهُمُ الْعَصْرَ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا (٦). وَقَالَ بَعْضُهُمُ: بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذلِكَ (٧) فَذُكِرَ ذلِكَ لِلنَّبِيِّ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِداً مِنْهُمْ (٨). رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ.

• وَعَنْهُ قَالَ: حَارَبَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ فَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ وَأَقَرَّ قُرَيْظَةَ وَمَنَّ عَلَيْهِمْ حَتَّى حَارَبَتْ قُرَيْظَةُ (٩) فَقَتَلَ رِجَالَهُمْ وَقَسَمَ نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا بَعْضَهُمْ لَحِقُوا بِالنَّبِيِّ فَأَمَّنَهُمْ وَأَسْلَمُوا وَأَجْلَى يَهُودَ الْمَدِينَةِ كُلَّهُمْ بَنِي قَيْنُقَاعَ (١٠)


(١) اسمه حبان بن العرقة اسم أمه لطيب ريحها، وقيل اسمه حبان بن قيس من بني لؤى رماه في الأكحل عرق في وسط الذراع في كل عضو منه شعبة إذا انقطع لم يرقأ الدم.
(٢) ودخل المدينة.
(٣) ورد أنه ظهر على فرس عليه عمامة سوداء قد أرخاها بين كتفيه وتحته قطيفة حمراء.
(٤) فتحصنوا في حصونهم فحاصرهم بضع عشرة ليلة أو خمسا وعشرين ليلة ثم نزلوا على حكمه فرده إلى سعد فحكم فيهم بالقتل والأسر لأنهم كانوا في عهد مع النبي فانتهزوا فرصة غزوة الخندق ونقضوا العهد واتفقوا مع قريش وغطفان على حرب النبي فأخبره جبريل بهذا وأمره بالخروج لهم فكانوا غنيمة باردة للمسلمين.
(٥) وقال أنس: كأني أنظر إلى الغبار ساطعًا (منتشرًا في الهواء) في زقاق بني غنم (من بني النجار) موكب جبريل حين سار مع النبي إلى بني قريظة، رواه البخاري.
(٦) عملا بظاهر نهى النبي .
(٧) بل مراده لازمه وهو العجلة إلى بني قريظة.
(٨) لأنهم مجتهدون في إرضاء الله ورسوله .
(٩) أي ثانيًا بنقض العهد السابق.
(١٠) وهم رهط عبد الله بن سلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>