للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّذِي لَا يَصْرَعُهُ الرِّجَالُ، قَالَ: «لَيْسَ بِذلِكَ وَلكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ (١)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِي الْجِنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ (٢) فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ (٣) يَنْظرُ مَا هُوَ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ (٤)»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

• عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قاَدِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُؤوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ الْعِينِ شَاءَ (٥)»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٦).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: عَلِّمْنِي شَيْئًا وَلَا تُكْثِرْ عَلَيَّ لَعَلِّي أَعِيهِ، قَالَ: «لَا تَغْضَبْ (٧)»، فَرَدَّدَ ذلِكَ مِرَارًا كُلُّ ذِّلِكَ يَقُولُ: لَا تَغْضَبْ»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالبُخَارِيُّ وَأَحْمَدُ.

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَنَعَ النَّبِيَّ شَيْئًا فَرَخَّصِ فِيهِ


(١) كانوا يفهمون أن الرقوب هو الذي لا ولد له؛ فقال : الرقوب هو الذي لم يمت له ولد في حياته كما كانوا يفهمون أن الصرعة هو الذي لا يغلبه أحد لشدته فقال : الصرعة هو الذي يملك نفسه عند الغضب.
(٢) في الجنة أي قريبًا منها أو ربضها فلا ينافي ما سبق في فضل الجمعة من أنه خلق خارجها.
(٣) أي حوله ينظر إليه.
(٤) فلما رآه أجوف أي له جوف وخالي الباطن عرف أنه مخلوق لا يملك نفسه عن الشهوات لحاجته إلى سد جوفه، فيكون ضعيفًا عنها بطبعه كقوله تعالى ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ ولكن الله بحكمته ورحمته وضع فيه عقلا وأنزل عليه شرعا ليتحفظ بهما ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾.
(٥) ينفذه من الإنقاذ أو التنفيذ، وفي رواية: من كظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه ملأه الله أمنا وإيمانا، ومن ترك لبس ثوب جمال وهو يقدر عليه تواضعا كساه الله حلة الكرامة، ومن زوج (أي شخص) لله توجه الله تاج الملك.
(٦) بسند حسن.
(٧) فرجل اسمه جارية بن قدامة قال للنبي : أوصني ولا تكثر عليّ في الوصية لعلى أحفظها، قال: لا تغضب؛ فأعاد السؤال، فقال لا تغضب ثلاث مرات إشارة إلى أن في ترك الغضب خيرا كثيرا، الغضب: فوران دم القلب لإرادة الانتقام، وهذا طبع جبلي في الإنسان إذا وجد سببه فلا يمكن دفعه كالضحك والبكاء إذا وجد سببهما، فكيف ينهاه الحديث عن طبعه وما لا طاقة له به، الجواب: أن المراد بقوله لا تغضب اجتنب أسباب الغضب ولا تفعل ما يقتضيه بل إذا غضبت فأمسك نفسك وهذا هو الشجاع السالف في الحديث الأول والثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>