للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ (١) وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ (٢) وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ (٣) وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سْلْطَانًا. وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلا بَقَاياَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (٤) وَقَالَ إِنَّماَ بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ (٥) وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْماَءُ تَقْرَؤُهُ ناَئماً وَيَقْظاَنَ (٦) وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشاً (٧) فَقُلْتُ: «رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً (٨)»، قَالَ اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا أَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ (٩)، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ (١٠)، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، قَالَ وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: «ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ (١١)»، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عِيَالٍ (١٢). قَالَ وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: «الضَّعِيفُ الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ (١٣) الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لَا يَبْتَغُونَ أَهْلًا وَلَا مَالًا، وَالْخَائنُ الَّذِي لَا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ إِلا خَانَهُ (١٤)، وَرَجُلٌ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلا وَهُوَ يُخاَدِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ (١٥)». وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ (١٦)، وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ (١٧)، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ.


(١) على الفطرة مستعدين لقبول الهداية.
(٢) ذهبت بهم للباطل.
(٣) من الأنعام البحيرة.
(٤) نظر إلى أهل الأرض فغضب عليهم غضبًا شديدا قبل بعثة نبينا محمد إلا فريقًا على الكتاب الأول ولم يغيروه.
(٥) لأبتليك هل تقوم بحق الرسالة أولا، وأبتلى بك الناس هل يؤمنون بك أو يكفرون.
(٦) لا يغسله الماء لأنه ليس في صحف بل محفوظ في الصدور يقرأ في كل حال.
(٧) بإسماعهم القرآن الذي يكون عليهم كالصواعق.
(٨) يشدخوه فيتركوه مكسورا كالخبزة.
(٩) نعنك عليهم.
(١٠) من مدة السماء.
(١١) مقسط أي عادل من قوله تعالى: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ وليست من قسط بمعنى جار في قوله تعالى: ﴿وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾.
(١٢) فقير ذو عيال يكد عليهم من غير شكوى ولا سؤال.
(١٣) الضعيف الرأي: الذي لا عقل له وهو في الناس تابعهم أينما كانوا لا يسعى لدنيا ولا دين.
(١٤) لا يخفي: أي لا يظهر له شيء وإن قل إلا خانه، فالخفاء من الأضداد.
(١٥) أي يضمر الخداع والخيانة دائما.
(١٦) شك من الراوي وكلاهما قبيح وموجب للنار.
(١٧) فالشنظير هو الفحاش قولا وفعلا نعوذ بالله من وصف أهل النار ونسأله أوصاف أهل الجنة آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>