(١) لأنه نسيه تعالى وانصرف لغيره، قال القائل: لا تسألن بُنَيَّ آدم حاجة … وسل الذي أبوابه لا تحجب الله يغضب إن تركت سؤاله … وبُنَيَّ آدم حين يسأل يغضب (٢) وهذا كحديث الإمام أحمد: تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. (٣) فالله تعالى بفضله يجيب الداعي بعين مطلوبه إن كان في مصلحته وإلا صرف عنه مثله بدفع مضرات أو تكفير سيئات وإلا ادخره له في الآخرة ما لم يدع بإثم كأن يدعو على شخص ظلمًا وعدوانًا، أو بقطيعة رحم كأن يدعو على أصل أو فرع أو قريب فلا إجابة في واحدة منهما لأنه خاطئ في دعائه. (٤) وأعظم من كل شيء وأكثر إجابة من دعائكم. (٥) من الإثم بمحوه والعفو عنه، والعافية للجسم، وكانت أحب إلى الله لأنها لخير الدنيا والآخرة. (٦) فبكثرة الدعاء والتفويض إلى الله تعالى بالاسترجاع والحوقلة ونحوهما يخف ما نزل من البلاء ويرضى به فيرضى الله عنه، ونفعه مما لم ينزل تخفيفه وتلطيفه كما في معنى حديث: ينزل البلاء فتلقاه الصدقة فيتعالجان (أي يريد البلاء أن ينزل فتمنعه الصدقة) حتى ينزل البلاء قطعًا صغيرة.