(٢) لو بلغوا وتوفرت فيهم شروط التكليف وهي سلامة الحواس. (٣) ولم يعلمنا الله تعالى بأهل الجنة ولا بأهل النار، ولا علم لنا إلا ما علمنا الله تعالى أي لا يعلم مصيرهم إلا الله تعالى. (٤) أي ما حكمهم، أهم في الجنة أم في النار؟ قال هم من آبائهم فلهم حكمهم. (٥) لو بلغوا وكلفوا، فهم مع آبائهم في النار، فظاهر هذا الحديث الأخير أن أطفال الكفار في النار تبعا لآبائهم وعلى هذا الأكثرون، وظاهر اللذين قبله أن مصيرهم لا يعلمه إلا الله تعالى، وظاهر الحديثين الأولين أنهم من أهل الجنة وإليه ذهب المحققون، وهو الأقرب لسعة رحمة الله التي وسعت كل شيء وما كان الله ليعذب قوما إلا بعد إنذارهم وإعذارهم وعصيانهم، والأطفال لم يكلفوا فلا إنذار ولا عصيان فهم في رحمة الله تعالى، وعلى هذا قيل: سيكونون خدما لأهل الجنة مع الولدان الذين يخلقهم الله لخدمة أهل الجنة والله أعلم. نسأله العفو وواسع الرحمة آمين والحمد لله رب العالمين.