للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْتَعِفُّ بِهاَ عَنْ سَرِقَتِهِ (١)».

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِماَ جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ (٢) مِنْ ثُدَيِّهماَ إِلَى تَرَاقِيهِمَا (٣) إِذَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ حَتَّى تَعَفِّي أَثَرَهُ (٤) وإِذَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِصَدَقَةٍ تَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ (٥) وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى تَرَاقِيهِ وَانْضَمَّتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا» قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «فَيَجْهَدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلَا يَسْتَطِيعُ (٦)»، رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ.

• عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ (٧) قَالَ: أَمَرَنِي مَوْلَايَ أَنْ أُقَدِّدَ لَحْمًا (٨) فَجَاءَنِي مِسْكِينٌ فَأَطْعَمْتُهُ مِنْهُ فَعَلِمَ بِذلِكَ مَوْلَايَ فَضَرَبَنِي فَذَكَرْتُ ذلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَدَعَاهُ فَقَالَ: «لِمَ ضَرَبْتهُ»؟ فَقَالَ: يُعْطِي طَعاَمِي بِغَيْرِ إِذْنِي فَقَالَ: «الْأَجْرُ بَيْنَكُماَ (٩)».

• عَنْ أَسْمَاءَ (١٠) قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ :


(١) يمتنع بسبب هذه الصدقة عن السرقة اعتقادا منه بأن الله يرزق من غير طريق الحرام بل يرزق الشخص من حيث لا يحتسب، فمضمون هذا أن الله تعالى قبل صدقة هذا الرجل وإن لم تصادف أهلها جزاء على نيته وفعله، ولتلك الحكم العالية السامية، ففيه أن بذل الصدقة مطلوب في كل زمان ومكان فإن الخلق كلهم عيال الله والمثيب عليها هو الله تعالى والله أعلم.
(٢) وفي نسخة عليهما جنتان تثنية جنة بالضم وهي الدرع.
(٣) الثديّ جمع ثدى، والتراقي جمع ترقوة وهي عظم الخلق.
(٤) حتى تطمس أثر مشيه من طولها.
(٥) انقبضت عليه.
(٦) هذا الحديث روي بعدة روايات للشيخين ووقع فيها بعض أخطاء ولكن هذه أصح الروايات، والحديث ضرب مثلا للبخيل والتصدق، فمثلهما مثل رجلين عليهما درعان قصيران ضيقان من الحديد، فإذا هم المتصدق بصدقة اتسع درعه وطال حتى يجر على الأرض، والمراد انشرح صدره ففرح لها بكل جوارحه فأخرجها وهو مملوء بالإخلاص فتقبلها الرحمن بيمينه، وإذا هم البخيل بصدقة انقبضت عليه درعه وانضمت حلقاته إلى بعضها وانضمت يداه إلى عنقه فلم يقدر على إخراجها، والمراد غلب عليه الشح فماتت جوارحه عن فعل الخير، قال تعالى ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ نسأل الله السماحة آمين.
(٧) عمير كان عبدا لآبي اللحم أي الذي لا يأكله أو الذي أبى إعطاءه واسمه عبد الله أو خلف الغفاري صحابي واستشهد في حنين.
(٨) من التقديد وهو الشق طولا.
(٩) أي لكما أجران للعبد أجر الإعطاء وللسيد أجر الصدقة لأنها كسبه كما سبق في الزكاة: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك.
(١٠) هي أسماء بنت أبي بكر الصديق وأخت عائشة لأبيها .

<<  <  ج: ص:  >  >>