للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ياَ فُلَان مَا لَكَ أَلَمْ تَكُنْ تِأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ فَيَقُولُ: بَلَى قَدْ كُنْتُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ (١)» رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ (٢).

وَلِأَصْحَابُ السُّنَنِ (٣): «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائرٍ (٤)».

• عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: «يأيُّهاَ النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَأُونَ هذِهِ الآيةَ وَتَضَعُونَهَا في غَيْرِ مَوَاضِعِهَا «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكمْ (٥) لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ» وَإِنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعْمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ (٦)»، رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٧).

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ

كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ (٨) فَيَقُولُ ياَ هذَا اتَّقِ اللَّهَ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقاَهُ مِنَ الْغَدِ فَلَا يَمْنَعُهُ ذلِكَ (٩) أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ (١٠) فَلَمَّا فَعَلَوا ذلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ (١١)» ثمَّ قاَلَ «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ


(١) فبعض الناس يلقي في النار فتسقط أمعاؤه من بطنه ويدور حوها لاتصال طرفها ببطنه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون: يا فلان ما شأنك قد كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: نعم ولكني ما كنت اعمل بأمرى ونهيي، فهذه حال الواعظين بألسنتهم ولكنهم لا يتعظون، نسأل الله الستر والتوفيق لما يحب ويرضى آمين.
(٢) ولكن مسلم في كتاب الزهد.
(٣) بسند حسن.
(٤) أو للشك، فأفضل الجهاد كلمة حق عند حاكم ظالم تنهاه عن ظلمه أو تهديه لرشده، وسبق هذا في كتاب الإمارة.
(٥) منصوب بعليكم لأنه من أسماء الأفعال، أي الزموا إصلاح أنفسكم لا يضركم ضلال غيركم إذا اهتديم فهذه كقوله تعالى ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ فلا تنافي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
(٦) فإذا رأى الناس ظالما ولم يمنعوه عن ظلمه وهم قادرون عليه أنزل الله عليهم كلهم العذاب.
(٧) بسند صحيح، ورواية الترمذي لهذا وما بعده في تفسير سورة المائدة وسبق فيها بعض أحاديث ليست هنا.
(٨) المتلبس بالشر.
(٩) ما رآه في الشر.
(١٠) وكان اللازم أن يجتنبه لعصيانه.
(١١) يقال ضرب اللبن بعضه ببعض إذا خلطه، أي سود قلوب الطائعين بسكوتهم من العاصين ورضاهم عنهم واختلاطهم بهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>