للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا يُفاَخِرُ أَوْ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ (١).

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَمْشِي وَيَقُولُ:

خَلُّوا بَنِي الْكفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ … الْيَوْم نَضْرِبْكمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ (٢)

ضَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ … وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ (٣)

فَقالَ لَهُ عُمَرُ: ياَ بْنَ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ، فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ : «خَلِّ عَنْهُ ياَ عُمَرُ فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ (٤)».

وَقالَ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ جَالَسْتُ النَّبِيِّ أَكْثَرَ مِنْ مَائَةِ مَرَّةٍ فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَناَشَدُونَ الشِّعْرَ (٥) وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْياَءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ (٦) وَهُوَ سَاكِتٌ وَرَبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ (٧)، رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٨).

• عَنْ عَمْرِو بْنِ الشِّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدِفْتُ النَّبِيِّ (٩) فَقَالَ: «هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ»؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قاَلَ: هِيهِ فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقاَلَ: «هِيهِ» ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقالَ: «هِيهِ» حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ (١٠)، رَوَاهُ مُسْلِمٌ.


(١) بسند صحيح.
(٢) سبيله أي النبي ، على تنزيله أي القرآن.
(٣) الهام: الرأس.
(٤) اتركهـ يا عمر فإن هذه الكلمات تؤلمهم أكثر من رشق النبل فيهم. وسبقت هذه الأبيات في غزوة مؤتة بتغيير والكل وارد، فهذا الحديث وإن كان صحيحًا ولكنه روي أن النبي حينما دخل مكة في عمرة القضاء كان بين يديه كعب بن مالك وهذا أصح لأن عبد الله بن رواحة مات قبل ذلك في غزوة مؤتة أجمعين.
(٥) أي الشعر الحق ومنه هجو المشركين.
(٦) من عوائدهم الذميمة.
(٧) موافقة وملاطفة لهم.
(٨) بسندين صحيحين.
(٩) أي ركبت خلفه يوما.
(١٠) هيه بكسر فسكون فكسر أي قل؛ وهيه الثانية بمعنى زد، وإنما أحب النبي أن يسمع من شعر أمية لأنه كان متينا وكان أكثره في التوحيد كما سبق: كاد أمية أن يسلم، ففي هذه الأحاديث أن النبي قال الشعر متمثلا بقول الغير وحاكيًا عنه وسمع الشعر من أصحابه بل وأمر بعضهم بهجو المشركين وكان هجاؤهم بالأشعار. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>