للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَنْهاَ أَنَّ النَّبِيِّ قَدِمَ عَلَيْها مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَبْيَرَ وَفِي سَهْوَتِها سِتْرٌ (١) فَهَبَّتِ الرِّيحُ فَكَشَفَتْهُ عَنْ بَنَاتٍ لِعاَئِشَةَ لُعَبٍ (٢) فَقَالَ: «مَا هذَا ياَ عَائِشَةُ»؟ قَالَتْ: بَناَتِي (٣) وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَناحَانِ مِنْ رِقاعٍ فَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ»؟ قَالَتْ: فَرَسٌ قَالَ: وَمَا هذَا الَّذِي عَلَيْهِ؟ قَالَتْ: جَناَحَانِ قاَلَ: «فَرَسٌ لَهُ جَناَحَانِ» قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْماَنَ خَيْلًا لَهاَ أَجْنِحَةٌ قاَلَتْ فَضَحكَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ (٤) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٥) وَالنَّسَائِيُّ.

وَعَنْهاَ قَالَتْ: قَدِمْناَ الْمَدِينَةَ فَنَزلْناَ فِي بَنِي الْحارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ (٦) فَوَاللَّهِ إِنَّنِي لَعَلَى أُرْجُوحَةٍ بَيْنَ عَذْقَيْنِ (٧) فَجَاءَتْنِي أُمِّي فَأْنْزَلَتْنِي وَلِى جُمَيْمَةٌ (٨). وَفِي رِوَايَةٍ: فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتاً فَإِذَا نِسْوَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقُلْنَ عَلَى الْخَيرِ وَالبرَكَةِ عَلَى خَيْرِ طَائِرٍ فَسَلَّمَتْنِي إِلَيْهِنَّ فَغَسَلْنَ رَأْسِي وَأَصْلَحْنَنِي فَلَمْ يَرْعْنِي إِلا رَسُولُ اللَّهِ ضُحًى (٩)، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ (١٠)، نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ آمِين.


(١) السهوة: بيت صغير منحدر في الأرض قليلا أو هو الرف والطاق توضع فيه الأشياء.
(٢) لعب جمع لعبة وهي بيان لبنات وتسميها الجواري العرائس.
(٣) ففيه وما قبله جواز الصور واللعب بهن للأطفال والجواري ويصح بيعها وشراؤها، ففيه تسلية وتدريب لهن على تربية الذرية والأطفال، ويكون هذا مستثنى من تحريم اتخاذ الصور السالف في كتاب اللباس.
(٤) فيه من ملاطفة الضعاف ما لا يخفى.
(٥) بسند صالح.
(٦) في ضواحي المدينة.
(٧) الأرجوحة كعصفورة: خشبة يلعب عليها الصبيان والجواري يوضع وسطها على مكان مرتفع ويجلسون على طرفيها ويحركونها فيرتفع طرف وينزل آخر وهكذا، والأرجوحة أيضا خشبة يشد طرفاها بحبل في شيء عال ثم يركب عليها وتحرك وهذا هو الظاهر هنا وهي أنواع مشهورة عندنا في مصر (بالمرجيحة والمراجيح وأشهر ما تكون في الأعياد) فهي جائزة للأطفال ومن الألعاب المشهورة للرياضة والتفريح ولا سيما لأهل الأمصار والمدن.
(٨) الجميمة: تصغير الجمة وهي الشعر النازل إلى الأذنين أي صار شعري هكذا بعد أن كان ذهب من المرض.
(٩) وسبق هذا واسعًا في فضائل عائشة.
(١٠) ولكن أبو داود هنا والبخاري في النكاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>