للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ لِخَمْسٍ وَثَلَاثِينَ أَوْ سِتَ وَثَلَاثِينَ أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً (١) فإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبيلُ مَنْ هَلَكَ (٢) وَإِنْ يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ يَقُمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا» قُلْتُ: أَمِمَّا بَقِيَ أَوْ مِمَّا مَضَى قاَلَ: مِمَّا مَضَى (٣).

• عَنْ أَبِي ذَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ فَارَقَ الْجَماَعةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِه (٤).

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «كَيْفَ أَنْتُمْ وَأَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي يَسْتَأْثِرُونَ بِهذَا الْفَىْءِ (٥)» قُلْتُ: أَمَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ أَضَعُ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي ثُمَّ أَضْرِبُ بِهِ حَتَّى أَلْقاَكَ، قَالَ: أَوَلَا أَدُلُّكَ عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذِّلِكَ؟ تَصْبِرُ حَتَّى تَلْقاَنِي رَوَى هذِهِ الثَّلَاثَةَ أَبُو دَاوُدَ.

وَخَطَبَ عُمَرُ بِالْجابِيَةِ (٦) فَقَالَ: أَيُّهاَ النَّاسُ إِنِّي قُمْتُ فِيكُمْ كَمَقاَمِ رَسُولَ اللَّهِ فِيناَ فَقاَلَ: «أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ وَلَا يُسْتَخْلَفُ وَيَشْهَدُ الشَّاهِدُ وَلَا يُسْتَشْهَدُ. أَلَا لَا يَخْلَوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثاَلِثَهُماَ الشَّيْطَانُ، عَلَيْكُمْ بِالْجماَعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ (٧) وَهُوَ منَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ. مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجماَعةَ (٨) مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيْئَتُهُ فَذلِكُمُ الْمُؤْمنُ».

وَقِيلَ لِلنَّبِيِّ : أَرأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَيْناَ أُمَرَاءُ يَمْنَعُونَا


= بالنسبة لأهله فإن الشر من الناس لا من الزمن، فكل يوم خير مما بعده أي غالبًا فلا ينافي أن أيام عمر بن عبد العزيز كانت خير أيام الأمويين الذين قبله والذين بعده رضي الله عن الجميع.
(١) تستقيم حال الإسلام إلى تلك المدة.
(٢) فإن خرجوا عن طريق الاستقامة هلكوا كمن سبقهم.
(٣) فإن داموا على الاستقامة بعد خمس وثلاثين دامت دولتهم إلى سبعين، وابتداؤها من فتح مكة إلى نهاية خلافة الخلفاء الراشدين، وإن كان من الهجرة إلى خروج أهل الأمصار على عثمان، وفي ست وثلاثين كانت وقعة الجمال، وفي سبع وثلاثين كانت وقعة صفين.
(٤) فمن فارق الجماعة قيد: أي قدر شبر فقد خرج من الإسلام، وأصل الربقة: الطوق في عنق الدابة، وسبق كثير من هذا في كتاب الإمارة والقضاء.
(٥) بمال الدولة.
(٦) اسم مكان.
(٧) أقرب لوسوسته من الاثنين والجماعة.
(٨) بحبوحة الجنة: وسطها.

<<  <  ج: ص:  >  >>