للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُعاَدُ، قُلْتُ: لَا بَلْ يُكْسَرُ وَحَدَّثتُهُ أَنَّ ذلِكَ الْبابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ، حَدِيثًا لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ (١)، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٢).

• عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ وَمَعَناَ مَرْوان قاَلَ أَبُو هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ الصَّادِقَ لْمَصْدُوقَ يَقُولُ: هَلَكَةُ أُمَّتِي عَلَى يَدَي غِلْمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ (٣) فَقَالَ مَرْوَانُ: لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ غِلْمَةً فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فُلَانٍ لَفَعَلْتُ (٤) قاَلَ عَمْرُ بْنُ يَحْيَى: فَكنْتُ أَخْرُجُ مَعَ جَدِّي (٥) إِلَى بَنِي مَرْوَانَ حِينَ مَلَكوا بِالشَّامِ فَإِذَا رَآهُمْ غِلْماَنًا أَحْدَاثًا قَالَ لَناَ: عَسَى هؤُلَاءِ أَنْ يَكُونُوا مِنْهُمْ، قُلْنَا: أَنْتَ أَعْلَمُ (٦). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَأَحْمدُ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقِ يَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْفِتْنَةَ ههُنَا مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ (٧)، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.


(١) وحدثته حديثًا حقًّا لا غلط فيه أن ذلك الباب الذي بينكم وبين الفتن رجل يقتل أو يموت وهو عمر الذي انكسر بموته باب الفتن وتولى عثمان فابتدأت وعظمت واشتعلت نارها بموته وهكذا ستبقي مرة بالحسام ومرة بالكلام ما دامت الدنيا، قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾.
(٢) ولفظه لمسلم في الإيمان.
(٣) جماعة أحداث السن من قريش؛ ولفظ أحمد: إن فساد أمتي على يدي غلمة سفهاء من قريش.
(٤) كأن أبا هريرة كان يعرفهم وكان يتكتم ذلك خوفًا من بني أمية وكان هذا من الجراب المكتوم عنده الذي قال فيه عندي جراب من المعلم لو كشفته لقطعتم مني هذا الحلقوم.
(٥) وهو سعيد بن عمرو الراوي لهذا الحديث.
(٦) عسى بنو مروان أن يكونوا من العلمة السفهاء التي على يدها هلاك الأمة، وهذا أقرب للواقع فقد روى الطبراني وغيره أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد، ولمسلم: يهلك أمتي هذا الحي من قريش (بنو أمية) قالوا؛ فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم؛ أي لنجوا منهم، ومعلوم أن يزيد بن معاوية الذي هو من بني أمية هو الذي أمر بقتل الحسين وأبوه معاوية قاتل عليًا على الخلافة وفي جواز لعن يزيد هذا خلاف، واتفقوا على جواز لعن من قتل الحسين أو أمر به أو رضي به.
(٧) ولمسلم: إن الفتنة تجيء من هاهنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان أي جنس الشيطان الذي يقترن بطلوع الشمس فيقع سجود الساجدين لها حينئذ للشيطان كما سبق في الأوقات النهي عن النافلة فيها، وظاهره الشرق كله من جنوبه إلى شماله فيعم نجدا والعراق وما وراءهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>