للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«يأيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُزْلاً كَمَا بَدَأْناَ أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ أَلَا وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ (١)» فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقاَلُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ (٢) وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تُغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قَالَ: فَيُقَالُ لِي: إِنَّهُمْ لَمْ يزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذ فَارَقْتَهُمْ (٣).

• عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ النِّسَاءُ وَالرِّجَالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ؟ قَالَ: «ياَ عَائِشَةُ الْأَمْرُ أَشَدَّ مِنْ أَنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ (٤)»، رَوَاهُمَا الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ (٦) رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ (٧) وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ (٨) وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا (٩) وَتَصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا (١٠)»، رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.


(١) يؤمر بهم إلى النار على مرأى مني.
(٢) هو عيسى .
(٣) سبق هذا الحديث في آخر سورة المائدة.
(٤) فالخلائق يحشرون في الآخرة لا شيء معهم ولم ينقص منهم شيء كقلفة وأصبع كانت قطعت في الدنيا بل يحشرون كما خلقوا لا شيء معهم وعرايا إلا الأنبياء ومن قرب من درجتهم تكريمًا لهم لقوله سابقًا: وأن أول من يكسى في الآخرة إبراهيم .
(٥) ولكن البخارى في بدء الخلق ومسلم هنا.
(٦) ثلاث فرق كقوله تعالى ﴿كنا طرائق قددا﴾ فرقًا مختلفة الأهواء.
(٧) في السعي على أقدامهم وهذه هي الفرقة الأولى.
(٨) هذه هي الفرقة الثانية.
(٩) في قيلولة الظهيرة.
(١٠) فالناس في الحشر متفاوتون فرقة تمشي على أقدامها وأخرى تركب الإبل=

<<  <  ج: ص:  >  >>