للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ: «أَشَدُّ بَياَضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بَغُتُّ فِيهِ مِيزَاباَن (١) يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُماَ مِنْ ذَهَبٍ وَالْاخَرُ مِنْ وَرِقٍ (٢)».

• عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ الْحَبَشُيِّ (٣) قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَحُمِلْتُ عَلَى الْبَرِيد فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قُلْتُ: ياَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ رُكُوبُ الْبَرِيدِ (٤) فَقَالَ: يَا أَباَ سَلاَّمٍ مَا أَرْدْتُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ وَلكِنْ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ فِي شَأَنِ الْحَوْضِ فَأَحَبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ (٥) قَالَ أَبُو سَلاَّمٍ: حَدَّثَنِي ثَوْباَنُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «حَوْضِي مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقاَءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَياَضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَكاَوِيبُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّماَءِ (٦) مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهاَجِرِينَ الشُّعْثُ رُؤوسًا الدُّنسُ ثِياَبًا الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّماَتِ وَلَا تُفْتَحُ

لَهُمْ أَبْوَابٌ السُّدَدِ (٧)» قَالَ عُمَرُ: «لكِنِّي نَكَحْتُ الْمُتَنَعِّماَتِ وَفُتِحَ لِيَ السُّدَدُ وَنَكَحْتُ فاَطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ رَأْسِي حَتَّى يَشْعَثَ وَلَا أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ (٨)»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٩)، نَسْأَلُ اللَّهَ التَّوْفِيقَ آمِين.


(١) يغت أي يصب فيه ميزابان.
(٢) وللترمذي عن ابن عمر: حوضي كما بين الكوفة إلى الحجر الأسود، وسبق في سبع أحاديث وصفه طولا وعرضًا بمسافات مختلفة وهذا لا يوجب اضطرابا في الأحاديث لأنها لم تكن عن صحابي واحد بل عن جماعة من الأصحاب سمع كل منهم حديثا بمسافة يعرفها لم يسمعه الآخر ولأنه ليس في القليل منع الكثير، والمراد سعة الحوض من غير تحديد والله أعلم.
(٣) اسمه ممطور وهو شامي من ثقات التابعين .
(٤) يظهر أنه كان كبيرا يشق عليه السفر.
(٥) تسمعه لي مشافهة.
(٦) أكاويبه جمع كوبة: وهو إناء لا عروة له يشرب منه ويسمى (الكباية) والبلقاء: إقليم بجنوب فلسطين بالشام.
(٧) السدد جمع سدة: وهي أبواب الأمراء والحكام.
(٨) قال عمر أي ابن عبد العزير أعدل وأتقى الأمراء بعد الخلفاء الراشدين .
(٩) بسند غريب ولكنه مؤيد بالصحاح التي قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>