للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَيُقاَلَ لَهُ: تَمَنَّ فَيَتَمَّنى (١) فَيُقاَلُ لَهُ: لَكَ الَّذِي تَمَنَّيْتَ وَعَشَرَةُ أَضْعَافِ الدُّنْياَ قاَلَ فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (٢).

• عَنْ أَبِي ذَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ وَآخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهاَ». رَجُلٌ يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِياَمَةِ فَيُقَالُ: «اعْرِضُوا عَلَيْهِ صِغَارَ ذنُوبِهِ وَارْفَعُوا عَنْهُ كِبَارَهَا فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ صِغَارُ ذُنُوبِهِ» فَيُقاَلُ: «عَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا وَعَمِلْتَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا، كَذَا وَكَذَا (٣)»، فَيَقُولُ: «نَعَمْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْكِرَ وَهُوَ مُشْفِقٌ مِنْ كِباَرِ ذُنُوبِهِ أَنْ تُعْرَضَ عَلَيْهِ» فَيُقاَلُ لَهُ: «فَإِنَّ لَك مَكَانَ كُلِّ سَيِّئَةٍ حَسَنَةً (٤)» فَيَقُولُ: «رَبِّ قَدْ عَمِلْتُ أَشْياَءَ لَا أَرَاهَا ههُناَ (٥) فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (٦)»، رَوَاهُماَ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «آخِرْ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً (٧) فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهاَ» قَقَالَ: «تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ لَقَدْ أَعْطاَنِي اللَّهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْاخِرِينَ


(١) يطلب ما يشاء ويعطيه الله تعالى.
(٢) هذا صريح في أن له قدر الدنيا عشر مرات وما تمناه زيادة على ذلك، وما قبله صريح في أن له قدر الدنيا عشر مرات فقط، ولا منافاة بينهما فلعل من في الثاني غير الأول، أو أنه هو، والسكوت عما تمناه في الأول لا ينافيه في الثاني ويؤيده أن الراوي لها عبد الله ابن مسعود .
(٣) من السيئات.
(٤) فيقال له أي بعد عرض صغائر ذنوبه عليه.
(٥) عملت أشياء هي كبائر ذنوبه التي لم تعرض عليه.
(٦) وهل هذا الرجل الذي عليه صغائر ذنوبه فقط وتطوى عنه كبارها ويعطي حسنات بعدد سيئاته هو الذي في الحديثين قبله أو غيرها كل محتمل وجائز والله أعلم.
(٧) يكبو مرة أي يسقط مرة على وجهه وتسفعه النار أي تلفح وجهه فتحرقه وتسوده، قيل إن هذا الرجل آخر من يدخل الجنة ممن لم يدخلوا النار فكان يمشي على الصراط مرة ويسقط على وجهه أخرى. وتسفع النار وجهه أحيانا حتَّى يدخل الجنة بسلامة الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>