للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانُوا فِي الهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنّاً (١) وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ (٢) وَلَا يَقْعُدْ فِي بيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلا بِإِذْنِهِ (٣)». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا البُخَارِيَّ.

• عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ قَالَ: كَانَ مَالِكُ بْنُ الحُوَيْرِثِ يَأْتِينَا فِي مُصَلانَا يَتَحَدَّثُ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ يَوْماً، فَقُلْنَا لَهُ: تَقَدَّمْ فَقَالَ: لِيَتَقَدَّمْ بَعْضُكُمْ حَتَّى أُحَدِّثَكُمْ لِمَ لَا أَتَقَدَّمُ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَنْ زَارَ قَوْماً فَلَا يَؤُمَّهُمْ وَلْيَؤُمَّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ». رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٤).

• عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمْ (٥) العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ (٦)، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ (٧)، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ (٨)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٩) وَأَبُو دَاوُدَ (١٠).

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثْبَانِ المِسْكِ يَوْمَ القِيَامَةِ (١١) يَغْبِطُهُمُ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ (١٢) رَجُلٌ يُنَادِي بِالصَّلَوَاتِ الخَمْسِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (١٣)، وَرَجُلٌ يَؤُمُّ قَوْماً وَهُمْ بِهِ رَاضُونَ (١٤)، وَعَبْدٌ أَدَّى حَقَّ اللَّهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ (١٥)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ (١٦).


(١) في الإسلام بتقدم إسلامه، فهو فضيلة يرجح بها لرواية، فأقدمهم سلمًا، أي إسلاما، قال تعالى: ﴿ادخلوا في السلم كافة﴾. ومعنى ذلك أن الأفقه مقدم على غيره، فإن استووا في الفقه فالأقرأ، فإن استووا في القراءة فأسبقهم هجرة، فإن استووا فيها فأقدمهم إسلاما، فإن استووا فأكبرهم سنا.
(٢) محل ولايته حاكما، أو رئيس قبيلة، أو إمامًا راتبا، أو صاحب الدار، فلا يجوز للغير أن يتقدم إلا بإذنه.
(٣) التكرمة كالتزكية ما يعد لصاحب المنزل من سرير وأريكة ونحوها، فلا يجلس الغير عليها إلا بإذنه لأنه من الأدب الموجب للألفة.
(٤) بسند حسن.
(٥) كناية عن عدم القبول، وهذا لشدة الترهيب من تلك الخصال الذميمة، وإلا فالصلاة المستوفاة صحيحة لأنهم لم يشترطوا في صحتها البعد عن الذميم.
(٦) إلى إرضاء سيده.
(٧) أي بحق، فإن كان سخطه بغير حق فلا.
(٨) لسوء أخلاقه أو أفعاله، أو لسوء صلاته.
(٩) بسند حسن.
(١٠) ولفظه: ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة، من تقدم قوما وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دبارًا بعد فوات أوقاتها، ورجل اعتبد محررة، أي استرق نفسًا حرة.
(١١) كثبان بالضم جمع كثيب وهو التل.
(١٢) يتمنون أن يكونوا مثلهم.
(١٣) وهو المؤذن.
(١٤) لحسن سيرته وصلاته.
(١٥) أسياده، وسيأتى في العتق حق السيد على عبده وحقه على سيده إن شاء الله.
(١٦) بسند حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>