للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ: إِنَّ أَبِي رَأَى لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ (١) فَقَالَ النَّبِيُّ : «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ». رَوَاهُ الخَمْسَةُ إِلا مُسْلِماً وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا (٢) بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ (٣)» وَسَيَأْتِي فِي الجِهَادِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

• عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ البَصَرِ (٤) أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي (٥) قَالَ: «إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ، وَإِنْشِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: فَادْعُهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ (٦) وَيَدْعُوَ بِهذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ (٧) بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هذِهِ لِتُقْضى لِي اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ (٨)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ (٩).

• عَنْ عُمَرَ قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيِّ فِي العُمْرَةِ (١٠) فَأَذِنَ لِي وَقَال (١١): «لَا تَنْسَنَا يَا أُخَيَّ مِنْ دُعَائِكَ»


(١) من الضعفاء لما له من عظيم الأعمال في الإسلام.
(٢) أي بضعفائها.
(٣) بدل مما قبله، وحيث إن الله ينصر الأمة ويرحمها بدعوة الضعفاء وعبادتهم، فينبغي أن نتوسل بهم إلى الله تعالى في دفع الكروه، وجلب المحبوب، فإن الله يكرم العباد لأجلهم.
(٤) أي أعمى.
(٥) ويرد بصرى عليّ.
(٦) ويصلى ركعتين كما في رواية ابن ماجه.
(٧) أتوسل إليك.
(٨) من التشفيع أي أقبل شفاعته فيّ.
(٩) بسند حسن صحيح، فهذه النصوص الصحيحة تفيد أن التوسل إلى الله بالصالحين جائز، بل هو مطلوب في الشدائد، والمشاهد في التقرب إلى الملوك بمن يحبونه يؤيد ذلك، وتقدم في كتاب النية أن أصحاب الغار توسلوا إلى الله بصالح أعمالهم فأجابهم الله، فإذا ثبت التوسل بصالح العمل فأولى وأفضل وأعلى بالصالحين الذين هم مصدر الصالحات كلها، بل هم محل نظر الله في الأرض وفي السماء كما في الحديث القدسي: ما وسعني عرشي ولا فرشي ولا سمائي ولا أرضى، ولكن وسمعني قلب عبدي المؤمن. والإنصاف خير من التشيع للذهب والرجوع للحق فضيلة، ومع هذا فلتحقيق هذا الموضوع مؤلفات خاصة منها مؤلف لصاحب الفضيلة الشيخ محمد حسنين العدوى وكيل الأزهر ومدير المعاهد سابقا، ومنها فتاوى لصاحب الفضيلة الشيخ يوسف الدجوى من كبار العلماء في مجلة نور الإسلام.
(١٠) في السفر إلى مكة لعمل عمرة.
(١١) حينما أردت الانصراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>