للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ (١) وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الأَرْضِ (٢) فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ (٣) كُلِّ شَيْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيّاً (٤) فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللَّهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ قَالَ مُوسى: بِأَرْبَعِينَ عَاماً، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلاً كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلقَنِي (٥) بِأَرْبَعِينَ سَنَةً»؟ قَالَ رَسُولُ الله : «فَحَجَّ آدَمُ مُوسى» رَوَاهُ الخَمْسَةُ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (٦) قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ (٧) «إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ (٨) فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْماً نُطْفَةً (٩) ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً (١٠) مِثْلَ ذلِكَ (١١) ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً (١٢) مِثْلَ ذلِكَ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ (١٣) وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ (١٤) بِكَتْبِ رِزْقِهِ (١٥) وَأَجَلِهِ (١٦) وَعَمَلِهِ (١٧) وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ (١٨) فَوَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها إِلا ذِرَاعٌ (١٩) فَيَسْبِقُ (٢٠)


(١) قال تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا.
(٢) هي الأكل من الشجرة فأكلا منها فبدت لها سوآتهما.
(٣) بيان.
(٤) بمناجاته وبكلامه.
(٥) أي قدره وكتبه عليَّ قبل خلقى وحينئذ لا بد من عمله.
(٦) إذا أطلق عبد الله فالمراد به ابن مسعود.
(٧) الصادق في قوله وفعله. المصدوق الذي يصدقه الله والمؤمنون.
(٨) أي مادة خلقه.
(٩) أي منيًّا لا يتغير عن حاله.
(١٠) أي قطعة دم جامدة.
(١١) أي أربعين يومًا.
(١٢) أي قطعة لحم قدر اللقمة التي تمضغ.
(١٣) أي ثم بعد مكثه أربعين يوما منيًّا ومثلها علقة ومثلها مضغة ينفخ فيه الملك الروح بأمر الله، قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ أي بنفخ الروح فيه.
(١٤) أي الملك بكتابة أربعة أمور.
(١٥) أي قدره.
(١٦) عمره في دنياه.
(١٧) في أي شيء.
(١٨) أي ما قدره الله له منهما في الأزل، فتكتب هذه الأمور وهو في بطن أمه في كتاب خاص به.
(١٩) كناية عن قربه منها جدا.
(٢٠) أي يغلب عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>