للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

امْرَأَةٌ: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: «وَاثْنَانِ» (١). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ.

وَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا يَشْتَكِي فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَافُ عَلَيْهِ وَقَدْ قَدَّمْتُ ثَلَاثَةً (٢) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ (٣)». رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَمُسْلِمٌ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ قَدَّمَ ثَلَاثَةً لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ كَانُوا لَهُ حِصْناً حَصِيناً مِنَ النَّارِ» قَالَ أَبُو ذَرَ: قَدَّمْتُ اثْنَيْنِ قَالَ: «وَاثْنَيْنِ» فَقَالَ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ سَيِّدُ القُرَّاءِ: قَدَّمْتُ وَاحِداً (٤) قَالَ: «وَوَاحِداً وَلكِنْ إِنَّمَا ذَاكَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى (٥)».

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَنْ كَانَ لَهُ فَرَطَانِ (٦) مِنْ أُمَّتِي أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهِمَا الجَنَّةَ»، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: «وَمَنْ كَانَ لَهُ فَرَطٌ يَا مُوَفَّقَةُ (٧)» قَالَتْ: فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ فَرَطٌ مِنْ أُمَّتِكَ؟ قَالَ: «فَأَنَا فَرَطُ أُمَّتِي لَنْ يُصَابُوا بِمِثْلِي (٨)».

• عَنْ أَبِي مُوسى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ (٩)؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ (١٠)، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتاً فِي الجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ (١١)» رَوَى هذِهِ الثَّلَاثَةَ التِّرْمِذِيُّ (١٢).


(١) فيه التصريح بالحفظ من النار بوفاة ولدين.
(٢) أي مات لي ثلاثة أولاد.
(٣) الحظار: حائط البستان، والمراد تحصنت من النار بحصن عظيم.
(٤) أي يحفظ والده من النار.
(٥) أي ولكن هذا إذا تجمل الوالد بالصبر في أول المصيبة.
(٦) تثنية فرط وهو من يتقدم الركب ليهيء لهم المنزل اللائق.
والمراد من مات له ولدان.
(٧) بلفظ المفعول، أي يا من وفقك الله.
(٨) فمن لم يمت له أولاد فله درجة من درجات موت الأولاد من جهة موت النبي ، فإنه أعظم مصيبة على الأمة، وهذا لمن يستشعر البلاء بموته ويقدر حياته في الأمة.
(٩) ظاهره سواء كان صغيرًا أو كبيرًا فعطاء الله للآباء على موت الأولاد ثابت لا فرق بين صغير وكبير لاحتراق قلب الوالد على ولده مطلقًا، وخص الأطفال فيما سبق لشدة حب الآباء لهم وتعلقهم بهم، وفيه إشارة إلى أن الولد في أعز منزلة عند أبويه بل هو الروح منهما.
(١٠) بقوله: الحمد لله واسترجع بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون.
(١١) فيه أن المنازل في الجنة تسمى بأسماء الأعمال.
(١٢) الأخيران بسندين حسنين والأول بسند غريب، ولكن يؤيده الصحاح قبله. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>