للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَا تَعُودُوهُمْ (١) وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ».

• عَنْ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَا تُجَالِسُوا أَهْلَ القَدَرِ وَلَا تُفَاتِحُوهُمْ» (٢). رَوَاهُمَا أَبُو دَاوُدَ (٣).

وَقِيلَ لِابْنَ عُمَرَ: إِنَّهُ قَدْ ظَهَر قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ العِلْمَ (٤) وَذَكَرَ مِنْ شِأْنِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ (٥) قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ أُولئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ.

• وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «فِي هذِهِ الأُمَّةِ أَوْ فِي أُمَّتِي خَسْفٌ (٦) وَمَسْخٌ (٧) أَوْ قَذْفٌ (٨) فِي أَهْلِ القَدَرِ».

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «صِنْفَانِ (٩) مِنْ أُمَّتِي لَيْسَ لَهُمَا فِي الإِسْلَامِ نَصِيبٌ (١٠) المُرْجِئَةُ (١١) وَالقَدَرِيَّةُ». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (١٢).


=خلقكم وما تعملون وقال تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. وقال تعالى: ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾.
(١) أي ابتعدوا عن هذه الفرق في كل حال.
(٢) أي لا تبدءوهم بكلام ولا تحتكموا إليهم في أي شيء، والحديثان يكادان يصرحان بكفرهم للزجر والتنفير وإلا فهم مسلمون مخطئون في الأدلة.
(٣) أولهما بسند صحيح.
(٤) يطلبونه ويبحثون عن غامضه.
(٥) أي مستأنف علمه فلا تقدر ولا على سابق عليه.
(٦) هو غور الأرض بأهلها - فخسفنا به وبداره الأرض -.
(٧) هو انقلاب صورة الآدمي إلى صورة قرد أو خنزير - فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين -.
(٨) رمي الناس بحجارة من السماء - ترميهم بحجارة من سجيل -.
(٩) فرقتان من أمتي فالمرجئة والقدرية من فرق الإسلام التي ضلت بالنظر في الأدلة.
(١٠) أي أصلا إن قلنا بكفرهم أو ليس لهم نصيب كامل إن قلنا بعدم كفرهم وهو رأي المحققين فإن الصواب عدم المسارعة إلى تكفير أهل الأهواء المتأولين فإنهم أجهدوا أنفسهم في الوصول إلى الحق فلم يصلوا إلا إلى ذلك فهم مجتهدون مخطئون.
(١١) من الإرجاء وهو التأخير لقولهم: إن الله أرجأ تعذيب العصاة. وهؤلاء هم الجبرية الذين يقولون إنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة ولا عقاب على المسلم في عصيانه لأنه مقهور والأدلة الدالة على عقابه مراد بها الزجر (ويلزمهم على هذا أن المسلم لا يثاب على الخير) مع أنهم يقولون بإثابته فهو ترجيح من غير مرجح ويقولون أيضًا إن نسبة الفعل إلى العبد كنسبته إلى الجماد وخطؤهم في هذا أظهر فإن الإنسان يمتاز عن الجماد بالحياة والإرادة والعقل، فلهذا نسب الفعل إليه كسبا واختيارًا.
(١٢) بسندين صحيحين.

<<  <  ج: ص:  >  >>