(٢) أمس اسم لليوم الذي قبل يومك، ويطلق على ما قبله مجازا. ففي آخر يوم من رمضان تقاول الناس برؤية الهلال ولم يشهد واحد بعينه، فجاء أعرابيان وشهدا عند النبي ﷺ بالله أنهما رأيا الهلال عشية أمس، فأمر النبي ﷺ بالفطر في الحال لظهور أن اليوم من شوال، وبخروجهم في صباح الغد الصلاة العيد كما تقدم التصريح به في صلاة العيد. (٣) تقاولوا برؤيته كقول بعضهم: سمعت أن بعض الناس رأوا الهلال ولم يشهد واحد بالرؤية. (٤) جاء هذا الأعرابي للنبي ﷺ، وشهد برؤية الهلال، فاستفهم عن إسلامه فاعترف له بالإسلام، فأمر بلالا ينادي بالصوم لثبوت رمضان بشهادة الأعرابي، وفيه إجزاء الشهادة من ظاهر الإسلام؛ لأن الأصل في المسلمين العدالة. وفيه وما قبله أن الرؤية تثبت بشهادة المسلم الواحد. ويترتب عليها وجوب الصوم والحج وغيرها، وعليه بعض الصحب والتابعين وابن المبارك وأبو حنيفة وأحمد والشافعي: إذا كان مكلفًا وعدلا، وقال مالك والليث والثوري والأوزاعي وإسحاق: لا بد من شهادة عدلين للحديثين الأولين، ولكن لو رأي إنسان الهلال وجب عليه الصوم. (٥) ورواه الدارقطني والبيهقي. والله أعلم.