للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ (١) وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلا غَلَبَهُ (٢) فَسَدِّدُوا (٣) وَقَاربُوا (٤) وَأَبْشِرُوا (٥) وَاسْتَعِينُوا بِالغَدْوَةِ (٦) وَالرَّوْحَةِ (٧) وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ (٨)».

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ قَالُوا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (٩) إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الغَضَبُ فِي وَجْهِهِ (١٠) ثُمَّ يَقُولُ: «إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أنَا» (١١). رَوَاهُمَا البُخَارِيُّ.

وَسُئِلَتْ عَائِشَةُ: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ يَخُصُّ شَيْئاً مِنَ الأَيَّامِ؟ (١٢) قَالَتْ: لَا كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً (١٣) وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ. رَوَاهُ الثَّلَاثَةُ.

وَعَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ سُئِلَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ (١٤) قَالَ: «أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ» (١٥). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.


(١) ذو يسر وسهولة فلم يأمرنا إلا بما نطيقه - لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها -.
(٢) أي لا يغالبه أحد ويتعمق فيه إلا انقطع عن العمل.
(٣) أمر بالسداد وهو الصواب.
(٤) أي إن لم تقدروا على العمل بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه.
(٥) بالثواب العظيم على العمل الدائم وإن قل.
(٦) بالضم والفتح هي من الفجر إلى طلوع الشمس.
(٧) هي من الزوال إلى الليل.
(٨) بالضم هي سير آخر الليل، والمراد هنا آخر الليل أو أوله وخص هذه الأوقات لأنها أنشط أوقات المسافر، ومدة العمر كمدة السفر، فكما أن المسافر يستعين بهذه الأوقات على قطع سفره ينبغي للمسلم أن يستعين بهذه الأوقات على عبادة الله تعالى من الصبح إلى الضحى وعقب الظهر والعصر وبعد المغرب إلى هزيع من الليل. فإنها أنشط الأوقات.
(٩) يفسره ما بعده.
(١٠) من مراجعتهم له والمطلوب منهم الامتثال وعدم المراجعة.
(١١) فالنبي في غاية القوة العملية وفي نهاية القوة العلمية فهو أتقى مخلوق وأعلمه بالله وأشده خوفا وخشية من ربه.
(١٢) بكثرة الأعمال الصالحة.
(١٣) أي دائمًا فكان عمله في الأيام والليالي على نظام واحد ثم.
(١٤) أي أفضل وأكثر ثوابًا.
(١٥) ما دام وإن كان قليلا والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>