(٢) أي يكفيك ثلاثة من كل شهر فإنها كصوم الدهر. (٣) ضعفت. (٤) نفهت بفتح فكسر أي سئمت وكلت. (٥) دعاء عليه أو لا يصح صومه كله لأن فيه المنهي عنه كأيام العيد والتشريق وعلى كل فالمراد منه الزجر عن صوم الدهر، وحاصل ذلك وسببه أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان رجلا لبيبًا حاذقًا، وكان يكتب الوحي للنبي ﷺ، وكان يكتب لنفسه كل ما يسمعه من النبي ﷺ، وكان تقيًّا ورعًا زاهدًا حتى آلى على نفسه أن يصوم الدهر ويقوم الليل وانقطع لذلك فجاء أبوه عمرو لزيارته فسأل امرأته وكانت قرشية جميلة: أين بعلك، وكيف حاله؟ فقالت نعم الرجل من رجل لا ينام الليل ولا يفطر النهار، وفي رواية: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفًا منذ أتيناه. فغضب أبوه ونهاه عن ذلك وقال له زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها. فلم يسمع لقوله فزجره مرة أخرى زجرًا شديدًا فلم يلتفت إليه، فشكاه للنبي ﷺ فقال ائتني به، فأخذه وذهب به إلى النبي ﷺ فقال له أنت الذي تصوم الدهر وتقوم الليل، قال نعم فنهاه عن ذلك وأرشده إلى ثلاثة من كل شهر فلم يقبل، فأرشده إلى صوم يوم وفطر يومين فأبي، فأرشده إلى صوم يوم وفطر يوم، وقال له إنه أعدل الصيام وأحسنه فأبى إلا أفضل من هذا فقال له: لا أفضل من ذلك، فلم يقبل نصح النبي ﷺ وبقي على حاله حتى ضعف في آخر حياته وظهر له أن إرشاد النبي ﷺ له كان نصح حكيم، فكان يقول لو قبلت نصح النبي ﷺ لكان عندي أحسن من المال والأهل. (٦) أي لا صام صومًا فيه كمال الفضل، ولا أفطر فطرًا يمنع جوعه وعطشه. (٧) أي لا يطيقه أو هو استفهام تقرير أي إن أطاقه فلا بأس، أو هو أفضل.