للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ (١) وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ (٢) وَقَالَ: «هُنَّ لَهُمْ وَلِكُلَ آتٍ عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَمَنْ كَانَ دُونَ ذلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ». رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.

• وَعَنْهُ قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ لأَهْلِ الْمَشْرِقِ الْعِقيقَ (٣). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ (٤).

وَلِأَحْمَدَ وَأَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ: وَقَّتَ النَّبِيُّ لأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ.

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَ الْمِصْرَانِ (٥) أَتَوْا عُمَرَ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ حَدَّ لِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْناً وَهُوَ جَوْرٌ عَنْ طَرِيقِنَا (٦) وَإِنْ أَرَدْنَاهَا شَقَّ عَلَيْنَا، قَالَ: «انْظُرُوا حَذْوَهَا مِنْ طَرِيقِكُمْ فَحَدَّ لَهُمْ ذَاتَ عِرْقٍ (٧)». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) قرن المنازل ويسمى قرن الثعالب لكثرتها فيه: جبل شرقى مكة على مرحلتين منها.
(٢) يلملم ويسمى ألملم غير منصرف: جبل من جبال تهامة على مرحلتين من مكة، فالنبي بين في هذا مكان الإحرام بالنسك بقوله لأهل المدينة أي ومن جاورهم ذا الحليفة، ولأهل الشام أي ومصر والمغرب الجحفة، ولأهل نجد أي والهند وفارس قرن المنازل، ولأهل اليمن أي والسودان والحبشة يلملم، وقال هذه المواقيت لهذه الأقطار ولمن جاورهم ومن جاء من طريقهم ومن كان دون هذه المواقيت فإحرامه من مسكنه حتى أهل مكة، لكن من أراد العمرة منهم فإنه يخرج إلى أدنى الحل ويحرم بها ليجمع فيها بين الحل والحرم، أما المكي إذا أراد الحج فإنه يحرم من مسكنه لأنه سيخرج إلى الحل في عرفات.
(٣) المراد بالمشرق هنا العراق فميقاتهم العقيق أو ذات عرق، وهي على مرحلتين من مكة والعقيق قبلها والأحوط إحرامهم من العقيق.
(٤) بسند حسن وما بعده صحيح.
(٥) تثنية مصر وهما الكوفة والبصرة.
(٦) أي بعيد عنه.
(٧) أي باجتهاد منه ولكنه وافق الحديث السابق الذي لم يبلغه بفراسته الصادقة، فمن كان مسكنه بين الميقاتين أو مر بينهما، فإنه يحرم عند محاذاة أقربهما منه، وهذه المواقيت ليست حدودًا للحرم بل هي في الحل، وأما الحرم فهو مكة والبقعة المحيطة بها وله حدود معروفة هناك، وحكمة الإحرام قبل الدخول في الحرم الاستعداد لدخول حرم الله تعالى والتأهب لزيارة بيت الله الذي عظمه وشرفه وجعله مأمنًا للناس ومثابة لهم وهدى للعالمين. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>