(٢) فيسن تقبيل الحجر الأسود واستلامه بالكفين أو بأحدهما إذا لم يمكنه وتقبيلهما وإلا استلمه بعصا في يده، وكذا يندب استلام الركن اليمانى بالكفين أو بأحدهما أو بشيء في يده لحديث الترمذى: كان ابن عمر يزاحم على الركنين زحامًا شديدًا فسئل عن ذلك. فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن مسحهما كفارة للخطايا، وخص هذان الركنان بالعناية لأنهما على أصل بناء الخليل ﵇، وركن الحجر الأسود أفضل الأركان باتفاق ويليه اليمانى، وينبغى للطائف الإكثار من ذكر الله تعالى كاستغفار وتسبيح وتهليل ودعاء كما يأتى، فيكون عابدًا بجسمه ولسانه، والعبادة هنا مقبولة وسيأتى في فضل الحرمين جواز دخول الكعبة والصلاة فيها إن شاء الله. (٣) فينبغى عمل هذا إلا لزحمة فلا. (٤) إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود، فالملتزم من الركن إلى باب الكعبة لهذين الحديثين وبه قال بعضهم، وقال مالك: هو من الباب إلى المقام. وقال بعضهم: إنه من الركن إلى المقام. وحديث عبد الرحمن أقرب إليه فإن النبي ﷺ وأصحابه لا يسعهم إلا ذلك، فيستحب التزام أي جزء من الجهة الشرقية، وظاهر أن أفضلها ما بين الباب والركن. (٥) بسكون السين في متفرق الأجزاء، والقوم هنا من هذا القبيل والله أعلم. وللشافعى في مسنده: كان النبي ﷺ إذا رأى البيت رفع يديه؛ وقال: اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيما وتكريمًا ومهابة وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفًا وتعظيا وتكريمًا وبرا. وللحاكم والبيهقى: كان عمر ﵁ إذا نظر إلى البيت؛ قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحيِّنا ربنا بالسلام. فيندب لمن رأى الكعبة أن يرفع يديه ويقول ذلك والله أعلم.