للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حِينَ ارْتَفَعَ الضُّحى (١) عَلَى بَغْلَةٍ شَهبْاءَ (٢) وَعَلِيٌّ يُعَبِّرُ عَنْهُ وَالنَّاسُ بَيْنَ قَائِمٍ وَقَاعِدٍ (٣). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ النَّحْرِ فَقَالَ: «يَا أَيُهَا النَّاسُ أَيُّ يَوْمٍ هذَا؟» قَالوا: يَوْمٌ حَرَامٌ (٤) قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هذَا»؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا»؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هذَا»، فَأَعَادَهَا مِرَاراً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ (٥)». قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَوَصِيَّتُهُ إِلَى أُمَّتِهِ (٦) فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ (٧) لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ (٨). رَوَاهُ الشَّيْخَانَ وَأَحْمَدُ. وَفِي رِوَايَةٍ: وَقَفَ النَّبِيُّ يَوْمَ النَّحْر بَيْنَ الْجَمْرَاتِ فِي حَجَّتِهِ الَّتِي حَجَّ بِهذَا وَقَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ (٩)» وَطَفِقَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَوَدَّعَ النَّاسَ» فَقَالُوا: هذِهِ حَجَّةُ الْوَدَاعِ (١٠).

• عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: خَطَبَ النَّبِيُّ فِي حِجَّتِهِ فَقَالَ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمواتِ وَالأَرْضَ (١١) السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ


(١) قبل النحر.
(٢) في لونها بياض وسواد.
(٣) يعبر عنه أي وقف في نهاية صوته ، فكان يسمع ويبلغ الناس لكثرتهم في حجة الوداع حيث بلغوا مائة ألف وثلاثين ألفا.
(٤) ذو حرمة وتعظيم.
(٥) هل بمعنى قد، كقوله تعالى - ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ -.
(٦) إنها أي هذه الخطبة.
(٧) الشاهد الحاضر السامع، وزاد في رواية: فرب مبلغ أوعى من سامع.
(٨) كفارًا جمع كافر إن استحللتم ما نهيتم عنه أو كفارا بنعم الله وشرعه تتقاتلون على الدنيا وفى رواية: ضلالا.
(٩) بهذا أي بالحديث السابق وزاد عليه هذا يوم الحج الأكبر. والحج الأصغر يوم عرفة أو يوم العمرة.
(١٠) واشتهرت بحجة الوداع.
(١١) من تحليل حلاله وتحريم حرامه بخلاف ما قبل الإسلام فإن الجاهلية كانوا إذا نشبوا في قتال وحضر شهر حرام استمروا في قتالهم وجعلوا التحريم لشهر آخر فربما حرموا شهرًا في هذه السنة وأحلوه في سنة أخرى، وهذا هو النسيء، الذي قال الله فيه - ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا﴾ - فجاء الإسلام وحلل ما أحل الله وحرم ما حرمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>