للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَمَتَّعَ رَسُولُ اللَّهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ وَأَهْدَى فَسَاقَ مَعَهُ الْهَدْي مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ (١). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

وَقَالَ عَلِيٌّ : أَهْدَى النَّبِيُّ مِائَةَ بَدَنَةٍ فَأَمَرَنِي بِلُحُومِهَا فَقَسَمْتُهَا وَأَمَرَنِي بِجِلَالِهَا فَقَسَمْتهَا ثمَّ بِجُلُودِهَا فَقَسَمْتَهَا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ مَرْوَانَ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ مِنَ الْمَدِينَةِ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ مِائَةً مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِذِي الْحُلَيْفَةِ قَلَّدَ النَّبِيُّ الْهَدْيَ وَأَشْعَرَ وَأَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ (٢) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَأَحْمَدُ.

وَصَلَّى النَّبِيُّ الظُّهْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ ثُمَّ دَعَا بِبَدَنَةٍ فَأَشْعَرَهَا مِنْ صَفْحَةِ سَنَامِهَا الأَيْمَنِ ثُمَّ سَلَتَ الدَّمَ عَنْهَا وَقَلَّدَهَا بِنَعْلَيْنِ عَلَّقَهُمَا فِي عُنُقِهَا (٣). رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتْرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَقَالَتْ عَائِشَةُ : فَتَلْتُ قَلَائِدَ بُدْنِ النَّبِيِّ بِيَدَيَّ ثُمَّ قَلَّدَهَا وَأَشْعَرَهَا وَأَهْدَاهَا فَمَا حَرُمَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَانَ أُحِلَّ لَهُ.

وَفِي رِوَايَةٍ: كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ الْغَنَمِ للِنَّبِيِّ فَيَبْعَثُ بِهَا ثُمَّ يَمْكُثُ حَلَالاً (٤). رَوَاهُ الْخَمْسَةُ.


=دينه. وقوله: لكم فيها خير أي بركوبها وحمل متاعكم عليها. وقوله: ﴿فاذكروا اسم الله عليها﴾ أي حين ذبحها حال كونها صواف أي قائمة مقيدة اليد اليسرى كما تقدم في الذبح. وقوله: ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾ أي سقطت على الأرض وخرجت روحها، فكلوا منها على ما تقدم ﴿وأطعموا القانع﴾ أي الذي يقنع بما يعطي ولا يسأل والعتر الذي يتعرض أو يسأل.
(١) قوله تمتع فهم ابن عمر ذلك من أمر النبي أصحابه بالتمتع وإلا فهو كان قارنا كما تقدم.
(٢) ورد أنه في هذه المرة أهدى سبعين بدنة عن سبعمائة رجل من أصحابه.
(٣) التقليد تعليق نعلين في عنق البدنة، والإشعار جرح جانب السنام الأيمن وتلطيخه بالدم وهما علامة على أن هذا النعم هدى للحرم فلا يتعرض له أحد وهو مستحب، ويكفي في بدنة تكون في مقدمة الهدى.
(٤) قوله قلائد أي حبائل جمع قلادة وهي هنا ما يعلق فيه النعل في عنق الهدى، وقوله ثم أهداها فما حرم عليه شيء، أي أهداها وهو على حاله، ففيه جواز الهدى من المحرم والحلال، وفيه أن إرسال الهدى لا يحرم شيئا على الحلال الذي أرسله، وفيه جواز تقليد الغنم للإشعار بأنها هدى وفي رواية: فتلت قلائدها من عهن أي صوف كان عندي فالنبي أهدى للحرم وهو محرم بالعمرة وأهدى في حجة الوداع وأرسل الهدى وهو في المدينة، ولقد كان لنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرة. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>