للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُمَا فَقَالَ: مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ»، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي» (١).

• عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي غَرْزَةَ قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ نسَمَّى السَّمَاسِرَةَ فَمَرَّ بِنَا النَّبِيُّ فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ اللَّغْوُ وَالْحَلِفُ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ» (٢). رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ (٣).

• عَنْ رِفَاعَةَ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاس يَتَبَايَعُونَ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ» فَرَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ إِجَابَةً لَهُ فَقَالَ: «إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّاراً إِلا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ». وَفِي رِوَايَةٍ: التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِييِّنَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ (٤). رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٥).

• عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحاً إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى (٦)». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَلَقَّتِ الْمَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئاً؟ قَالَ: لَا. قَالُوا: تَذَكَّرْ قَالَ: كُنْتُ أُدَاينُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعَسِرَ وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «تَجَوَّزُوا عَنْهُ» (٧).


(١) هذا الطعام كان برًا وأصابته السماء أي المطر فرطبه فزاد حجمه ووزنه وصار لا يصلح للادخار ويحرم بيعه إلا من يعرفه، لهذا أنبه النبي وقال: من غشّ فليس مني أي من غش أمتي فليس على ديني أن الكامل.
(٢) وفي رواية: يحضره الكذب والحلف. ولفظ الترمذي: إن الشيطان والإثم يحضران البيع فشوبوه بالصدقة، أي واقتصروا على ما فيه الفائدة.
(٣) بسند صحيح.
(٤) فالتاجر الكاذب الخائن يبعث يوم القيامة مع الجبابرة والفجار، والتاجر الصادق الأمين يبعث مع الأنبياء والشهداء.
(٥) الأول بسند صحيح، وإلى هنا الشق الأول من الترجمة.
(٦) السمح: السهل وزنا ومعنى، واقتضى أي طلب حقه.
(٧) فتيان أي خدمي، أن ينظروا المعسر أي يؤخروه إلى الميسرة ويتجوزوا عن الموسر أي يتساهلوا معه بقبض الميسور منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>