(٢) فهذه الثلاثة لما كانت نيتهم صالحة حق على الله فضلا منه أن يحوطهم بإعانته ورعايته. (٣) قوله من الدنيا وفي رواية من دنياكم أي حببنى الله في هذه أكثر من غيرها وهي نعيم في العاجل وقربة في الآجل، أما النساء فلأنهن مصابيح البيوت وعمارها وأنسها ومنبت الأولاد وأنسها وما أعظمها مزية. وأما الطيب فلأنه منعش للنفوس ومفرح للملائكة الكرام، وأما الصلاة ففيها قرة العين وعظيم السرور ولذة المناجاة بين العبد وربه تعالى، وهذه أسعد أحوال الإنسان وأشرفها. (٤) التبتل الانقطاع من الأهل والدنيا والتفرغ للعبادة. والاختصاء قطع الخصيتين فتنقطع شهوة النساء، فعثمان هذا أخو النبي ﷺ من الرضاع أراد أن يتبتل فنهاه النبي ﷺ فإنه لا رهبانية في الإسلام لحديث: إن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة، وقال عبد الله كنا نغزو مع النبي ﷺ ليس معنا نساء فقلنا يا رسول الله ألا نستخصى؟ فنهانا عن ذلك أي نهى تحريم لأنه إعدام لنعمة التذكير التي اختص بها الرجل. (٥) العنت بالتحريك أصله المشقة، والمراد هنا الزنا أي إني أخاف الزنا ولا أجد ما أتزوج به فأذن لي أن أختصى فسكت عنى حتى كررت السؤال مرارًا ثم قال: جف القلم بما أنت لاق أي قد كتب ما قدر لك من أمر الدنيا والآخرة فافعل ما تشاء، وليس هذا تخييرًا بل هو تهديد له حيث لم يصبر إلى الميسرة. (٦) وفي رواية عن النبي ﷺ قال.