للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّبِيُّ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.

قَالَ أَنَسٌ: إِنَّهُ (١) لَيَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثاً كَثِيراً أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِباً فَلْيَتَبَوَّأْ (٢) مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». رَوَاهُ الأَرْبَعَةُ.

وَلِمُسْلِمٍ «إِنَّ كَذِباً عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ (٣) فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْروٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لِا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ (٤) وَلكِنْ يَقْبِضُ العِلْمِ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ (٥) حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِمُ (٦) اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوساً (٧) جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا (٨) وَأَضَلُّوا (٩)». رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ.


= التي يدرس لها، فطائفة التجار والصناع يحثهم على الصدق في المعاملة والوفاء وعدم الغش، وطائفة المزارعين يرهبهم من إتلاف الزرع ونحوه مما يقع عندهم، وهكذا ينظر في أخلاق السامعين، ويقول على مقتضى حالهم، فيجعل وعظه فيما هم متصفون به، فيأتي الدواء على وفق الداء، والشفاء بيد الله تعالى يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
(١) بكسر الهمزة، وأن أحدثكم في تأويل مصدر مفعول يمنع وأن النبي بفتحها فاعل يمنع أي فلا يمنعني من أن أحدثكم تحديثا كثيرًا إلا قول النبي : من تعمد عليّ كذبا الخ.
(٢) بسكون اللام أشهر من كسرها أي فليتخذ مباءة ومقعدًا في النار، وهو تهديد أو دعاء أي بوأه الله في النار.
(٣) من الناس، بل الكذب على النبي جرم كبير؛ لأنه كذب على الله ورسوله وكذب على الشرع ومن جاء به ومن أنزله، وفيه إضلال عظيم على الناس، ومن هذا كان من أكبر الذنوب، وقد نفى الله الإيمان عمن يكذب مطلق الكذب فقال تعالى: - إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله - فما بالنا بمن يكذب على الله ورسوله ولذا قال بعضهم: إن الكذب على النبي عمدًا كفر. ولكن الجمهور على خلافه إلا إذا استحله، ولا فرق بين أن يكون الكاذب مبتدئًا ذلك أو ناقلًا لكذب غيره وهو يعلم، لحديث الترمذي: من حدث عني حديثًا وهو يرى (يعتقد أو يظن) أنه كذب فهو أحد الكاذبين، فراوى الكذب ككاذبه الأصلي في الإثم، إلا إذا بين كذبه، وعلى المسلم ألا يحدث عن النبي بالشك ولا بالظن، بل لابد من اليقين في كل شيء سواء أكان حكما أو خبرًا أو عظة أو ترغيبا أو ترهيبا، فما ترك الشارع شيئًا إلا بينه قال تعالى: - ما فرطنا في الكتاب من شيء - والله أعلم.
(٤) أي لا يرفعه بنزعه من صدور الناس.
(٥) أي أرواحهم.
(٦) بالرفع فاعل يبق وفي رواية بضم ياء يبق من الإبقاء، ونصب عالما أي حتى إذا لم يبق الله عالما.
(٧) جمع رأس وفي رواية رؤساء جمع رئيس وهو الكبير المتبع.
(٨) في أنفسهم.
(٩) أي غيرهم: أوقعوهم في الضلال، =

<<  <  ج: ص:  >  >>