للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«حِسَابُكُمَا عَلَى اللَّهِ أَحَدُكُمَا كَاذِبٌ (١) لَا سَبِيلَ لَكَ عَلَيْهَا (٢)» قَالَ الرَّجُلُ: مَا لِي قَالَ: «لَا مَالَ لَكَ عَلَيْهَا إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ عَلَيْهَا فَذَاكَ أَبْعَدُ لَكَ (٣)».

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ (٤) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ رَجُلًا وَجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلًا فَتَكَلَّمَ جَلَدْتُمُوهُ أَوْ قَتَلَ قَتَلْتُمُوهُ أَوْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى غَيْظٍ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ افْتَحْ» وَجَعَلَ يَدْعُو فَنَزَلَتْ آيَةُ اللِّعَانِ فَتَلَاهَا عَلَيْهِ وَوَعَظَهُ وَذَكَّرَهُ وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ قَالَ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بالْحَقِّ مَا كَذَبْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ دَعَاهَا فَوَعَظَهَا وَذَكَّرَهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ قَالَتْ: «لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَكَاذِبٌ، فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ فَشَهِدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ، ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا (٥)». رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ. نَسْأَلُ اللَّهَ السَّتْرَ وَالتَّوْفِيقَ. وَاللَّهُ أَعْلَى وَأَعْلَمُ.


(١) حسابكما على الله أي جزاؤكما في الواقع على الله فهو علام الغيوب وأنا حكمت بالظاهر، وفي رواية: الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب.
(٢) أي هي محرمة عليك للأبد.!
(٣) قال الزوج مالي الذي أخذته في المهر وغيره، قال: لا شيء لك عليها إن كنت صادقا فهو بوطئك لها وإن كنت كاذبا فهو أبعد منك لأنك تمتعت بها ثم افتريت عليها، وهذا في المدخول بها باتفاق، وأما غيرها فلها نصف المهر عند الشافعي ومالك وأبي حنيفة وقيل لها الكل وقيل لا شيء لها.
(٤) فرجل أنصارى اسمه عويمر العجلاني جاء للنبي فقال يا رسول الله إذا رأى الرجل مع امرأته رجلا بزني بها إن تكلم بذلك جلدتموه حد القذف، وإن قتل أحدها قتلتموه، وإن سكت قتله الغيظ فدعا النَّبِيّ ربه فنزلت آيات اللعان فدعاها النَّبِيّ وقرأها عليهما ووعظهما لعلهما رجعان ويتوبان إلى الله فأنبيا فأجرى بينهما اللعان في المسجد بحضور فئة من الناس ثم فرق بينهما لدفع المذلة والمعار إن دامت الزوجية.
(٥) ولفظ شهادة الرجل أشهد بالله أني لمن الصادقين فيما رميت به زوجتي فلانة من الزنا أربع مرات ثم=

<<  <  ج: ص:  >  >>