للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ نُبَيْشَةُ : نَادَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَعْتِرُ عَتِيرَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي رَجَبَ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «اذْبَحُوا للَّهِ فِي أَيِّ شَهْرٍ كَانَ وَبَرُّوا اللَّهَ وَأَطْعِمُوا (١)» قَالَ: إِنَّا كُنَّا نُفْرِعُ فَرَعاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فِي كُلِّ سَائِمَةٍ فَرَعٌ تغْذُوهُ ماشِيَتُكَ حَتَّى إِذَا اسْتَجْمَلَ ذَبَحْتَهُ فَتَصَدَّقْتَ بِلَحْمِهِ عَلَى ابْنِ السَّبِيلِ فَإِنَّ ذلِكَ خَيْرٌ (٢)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٣) وَالنَّسَائِيُّ.

• عَنْ أَبِي رَزِينٍ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنَّا نَذْبَحُ فِي الْجاهِلِيَّةِ فِي رَجَبَ فَنَأْكُلُ وَنُطْعِمُ مَنْ جَاءَنَا فَقَالَ: «لَا بَأْسَ بِهِ (٤)». رَوَاهُ النَّسَائِيُّ.

وَقِيلَ لِعَلِيَ : أَخْبِرْنَا بِشَيْءٍ أَسَرَّهُ إِلَيْكَ النَّبِيُّ فَقَالَ: مَا أَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئاً كَتَمَهُ النَّاسَ وَلكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثاً (٥)، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ الْمَنَارَ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَاللَّهُ أَعْلَى وأَعْلَمُ.


(١) أي اذبحوا لله في أي وقت كان وأطعموا المساكين برًا لله وإرضاء له.
(٢) قيل لأبي قلابة: كم السائمة؟ قال: مائة من الإبل فعن كل سائمة في كل عام فرع إذا استجمل أي صار جملا، وبالحاء المهملة أي صار قويا على الحمل ذبحته للمساكين.
(٣) بسند صالح.
(٤) فأباح لهم ذبيحة رجب كما أباح لهم الفرع بالمعنى السالف.
(٥) قوله من آوى محدثا أي مبتدعا. وقوله من لعن والديه أي تسبب في لعنهما بقول أو عمل منكر. وقوله: من غير النار أي منار الأرض بنقله الحد بينه وبين جاره خفية عنه أو جهرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>