للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَجِدْ إِلا مَنِيحَةً أُنْثَى أَفَأْضَحِّي بِهَا؟ قَالَ: «لَا، وَلكِنْ تَأْخُذُ مِنْ شَعَرِكَ وَأَظْفَارِكَ وَتَقُصُّ شَارِبَكَ وَتَحْلِقُ عَانَتَكَ فَتِلْكَ تَمَامُ أُضْحِيَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ (١)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ.

وَسُئِلَ أَبو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ؟ فَقَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ حَتَّى تَبَاهَى النَّاسُ فَصَارَتْ كَمَا تَرَى (٢).

• عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوَمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا وَإِنَّ الدَّمَ ليَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْساً (٣)». رَوَاهُمَا التِّرْمِذِيُّ (٤).

• عَنِ الْبَرَاءِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ ذلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلُ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ». وَكَانَ أَبُو بُرْدَةَ قَدْ ذَبَحَ فَقَالَ: عِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ فَقَالَ: «اذْبَحْها وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ (٥)».

• وَعَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ يَوْمَ النَّحْرِ بَعْدَ الصَّلَاةِ


(١) المنيحة هي شاة يعطيها مالكها لغيره لينتفع بلبنها ونحوه ثم يردها لصاحبها، فكان لهذا السائل منيحة عند غيره وقال: يا رسول الله لم أجد غيرها أفأضحى بها. قال: لا. ففيه دليل على سقوطها عن العسر.
(٢) فيه دليلٌ على أنها مطلوبة على سبيل الكفاية. وأن الشاة الواحدة تكفي عن أهل البيت سواء قلنا بوجوبها أو ندبها. وإلى هنا انتهى الكلام على حكمها. وما بعده في فضلها.
(٣) قوله: من إهراق الدم أي إسالة دم الضحية. وقوله: إن الدم ليقع من الله بمكان، كناية عن سرعة قبول الضحية قبل سيلان دمها. وفي رواية: في الأضحية لصاحبها بكل شعرة حسنة، فالضحية في يوم النحر من أفضل الأعمال وأنها تأتي في الآخرة أحسن ما كانت فتثقل ميزان صاحبها وتشهد له، وله بكل شعرة حسنة بشرط أن يقدمها بطيب نفس لله تعالى.
(٤) الأول صحيح والثاني حسن.
(٥) إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا وكان يوم عيد أكبر أن نصلي صلاة العيد ثم نرجع إلى بيوتنا فننحر الضحايا وهذا سنة المسلمين. ومن ذبح قبل الصلاة فليس بضحية يثاب عليها، فقال أبو بردة =

<<  <  ج: ص:  >  >>