للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأُتِيَ عَلِيٌّ عَلَى بَابِ الرَّحَبَةِ (١) بِمَاءٍ فَشَرِبَ قَائِماً فَقَالَ: إِنَّ نَاساً يَكْرَهُ أَحَدُهُمْ أَنْ يَشْرَبَ وَهُوَ قَائِمٌ وَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ فَعَلَ كَمَا رَأَيْتُمُونِي فَعَلْتُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ.

وَأَرْسَلَتْ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَى النَّبِيِّ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ فَأَخَذَهُ وَشَرِبَهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

وَلِمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيِّ: نَهَى النَّبِيُّ عَنِ الشُّرْبِ قَائِماً وَلِمُسْلِمٍ: «لَا يَشْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ قَائِماً فَمَنْ نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ (٢)».

• عَنْ عَمْرٍو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَشْرَبُ قَائِماً وَقَاعِداً (٣). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

• عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ نَهى عَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ فَقَالَ رَجُلٌ: الْقَذَاةُ أَرَاهَا فِي الْإِنَاءِ؟ قَالَ: «أَهْرِقْهَا»، قَالَ: فَإِنِّي لَا أَرْوَى مِنْ نَفَسٍ وَاحِدٍ؟ قَالَ: عَلَى «فَأَبِنِ الْقَدَحَ إِذَنْ عَنْ فِيكَ (٤)». رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ (٥) وَأَبُو دَاوُدَ.

• عَنْ أَبِي قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ (٦)».


(١) قوله على باب الرحبة، أي رحبة الكوفة وهو أمير المؤمنين.
(٢) قوله فمن نسي فليستقئ أي فليخرج ما شربه قائمًا لأنه لا يروى لانحداره بسرعة، والمستحب في الشرب أن يكون ثلاثًا في حال القعود.
(٣) يشرب قائمًا أي أحيانًا وقاعدًا أي أحيانًا، ففي هذه النصوص أنه فعل الأمرين البيان الجواز ولكنه نهى عن الشرب قائمًا فيحمل على الكراهة. قال بعضهم:
إذا رمت تشرب فاقعد تفز … بسنة صفوة أهل الحجاز
وقد صححوا شربه قائمًا … ولكنه لبيان الجواز
(٤) نهي عن النفخ في الشراب فقال رجل: القذاة - كقناة - ما يسقط في المائع والشراب، أي ما أعمله فيها؟ قال أخرجها بغير نفخ في الإناء. قال لا أروى من نفس واحد. قال ابن القدح أي ارفع الإناء عن فمك وتنفس.
(٥) بسند صحيح.
(٦) وفي رواية: نهى عن الشرب من ثلمة القدح محل كسره وعن النفخ في الشراب، والنهى للكراهة فربما سال الماء على بدنه إن شرب من محل الكسر، وربما خرج من ريقه شيء فيقع في الشراب إذا تنفس فيه أو كان فيه متغيرا فيغير الشراب.

<<  <  ج: ص:  >  >>