للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسُئِلَ أَنَسٌ أَخَضَبَ النَّبِي ؟ قَالَ: لَمْ يُبْلُغِ الشَّيْبَ إِلا قَلِيلًا. وَفِي رِوَايَةٍ: إِنَّهُ لَمْ يَخْضِبْ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ شَمَطَاتِهِ فِي لِحْيَتِهِ. رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَالنَّسَائِيُّ وَلَفْظَهُ: لَمْ يَخْضِبْ إِنَّمَا كَانَ الشَّمَطُ (١) عِنْدَ الْعَنْفَقَةِ يَسِيراً وَفِي الصُّدْغَيْنِ يَسِيراً وَفِي الرَّأْسِ يَسِيراً.

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : كَانَ النَّبِيُّ يَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ (٢) وَيُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُهُ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ.

وَقَالَ أَبُو رِمْثَةَ (٣) : أَتَيْتُ النَّبِيَّ أَنَا وَأَبِي وَكَانَ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ.

• عَنْ أَبِي ذَرِّ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ أَحَسَنَ مَا غُيِّرَ بِهِ هذَا الشَّيْبُ الْحِنَّاءُ (٤) وَالْكَتَمُ». رَوَاهُمَا أَصْحَابُ السُّنَنِ (٥).

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِالسَّوَادِ كَحَوَاصِلِ الْحَمَامِ لَا يَرِيحُونَ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ (٦)». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٧) وَالنَّسَائِيّ.

وَسُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ خِضَابِ الْحِنَاءِ فَقَالَتْ: لَا بَأْسَ بِهِ وَلكِنِّي أَكْرَهُهُ فَإِنَّ حِبِّي كَانَ يَكْرَهُ رِيحَهُ (٨).


(١) الشمط بالتحريك ظهور شعر أبيض وسط سواد شعر الرأس وكان فيه قليلا في العارضين وفي الرأس وفي العنفقة وهي شعيرات بين الشفة السفلى والذقن. وفي رواية» لم يكن شاب النبي إلا يسيرا ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا».
(٢) السبتية التي لا شعر فيها، والزعفران معروف، والورس كالورد نبت يمني أصفر يصبغ به ومصبوغهما أحمر، فابن عمر رآه يصبغ بهما وكان يفعله، وهذا لا ينافي قول أنس إنه لم يخضب فإنه لم يره ولهذا نظائر فلا غرابة.
(٣) أبو رمثة - كقربة - تميمي من ولد امرئ القيس.
(٤) الحناء: نبات صبغه أحمر، والكتم بالتحريك: نبات يمني صبغه أسود، فإذا مزج أحدهما بالآخر كان الصبغ به أسود مائلا إلى الحمرة، وهو أفضل ألوان الصبغ، وقد خضب النبي بالصفرة والحمرة في الحديثين قبله.
(٥) الأول بسند حسن والثاني بسند صحيح.
(٦) يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يشمون ريح الجنة، يحتمل أن هذا لجعل لحاهم كحواصل الحمام بحلق عوارضهم وإبقاء لحاهم كعادة بعض الكفرة، ويحتمل أنه لخضبهم بالسواد تغريرا أو خيلاء، وعلى كل هو للزجر والتنفير فإن حلق اللحية والصبغ بالأسود مكروه.
(٧) بسند صالح.
(٨) فيه أن الحناء ليس بطيب وإلا لأحبه النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>