للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ.

• وَعَنْهُ قَالَ: لَعَنَ النَّبِيُّ الْمُخَنِّثِينَ (١) مِنَ الرِّجَالِ وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ فُلَاناً وَأَخْرَجَ عُمَرُ فَلَاناً. رَوَاهُمَا الْخَمْسَةُ إِلا مُسْلِماً.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَعَنَ النَّبِيُّ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ (٢) الْمَرْأَةِ والْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (٣) وَالنَّسَائِيُّ.

وَلِأَبِي دَاوُدَ وَالطَّبَرَانِيِّ (٤): مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ (٥).

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا (٦): قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ


(١) المخنث بفتح نونه وكسرها من الأخناث وهو التثني والتكسر؛ لأنه يتثني في أحواله ويتشبه بالنساء في زيهن أو مشيهن أو كلامهن عمدا، أما من طبعه ذلك فلا شيء عليه، ولكن يمرن نفسه على ترك هذا، والمترجلة والرجلة من النساء التي تتشبه بالرجال. فأخرج النبي فلانًا هو أنجشة - عبد أسود - كان يتشبه بالنسوة، وأخرج عمر ماتعًا أو غيره لئلا تفسد بهم أخلاق الناس.
(٢) اللبسة بالكسر هيئة اللبس.
(٣) بسند صالح.
(٤) بسند حسن.
(٥) ففي هذه الأحاديث أن التشبه بالغير حرام، فالتشبه بالكفرة كفر وبالفجرة فجور وبالفسقة فسق وبالصالحين صلاح وفلاح. نسأل الله محبتهم.
(٦) صنفان من أهل النار لم أرهما لعدم وجودهما في زمانه أحدهما قوم معهم سياط يضربون بها الناس أي بعض الحكام وأشباههم، بأيديهم سياط يظلمون بها الضعفاء، والسياط جمع سوط وهو آلة الضرب. والمراد هنا عصا صغيرة في طرفها شعر طويل كذيل الفرس، وتسمى في مصرنا الآن بالمنشة ولكن حملها لدفع ذباب ونحوه لا شيء فيه، والصنف الثاني نساء كاسيات في الظاهر ولكنهن عاريات في الواقع للبسهن الرقيق ولكشفهن عن الصدور والأعناق والأيدي والوجوه، وهذه زينتهن التي أمرن بسترها، يعظمن رءوسهن بشعر أو خرق فتصير كأسنمة البخت، وهن بهذا مائلات أي زائغات عن الهدى مميلات أي لغيرهن ممن يقتدين بهن، أو مميلات للقلوب الفاسدة بهذا، أو بتكسرهن في المشي والقول، وهذا إخبار بغيب قد وقع، فإن هذا كله في مصرنا الآن كثير. نسأل الله السلامة. فمثل هؤلاء لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها الذي يشم من مسيرة أربعين سنة، وهذا لمن استحل ذلك، أو تهديد ووعيد شديد للزجر والتنفير.

<<  <  ج: ص:  >  >>